للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمّ دعا حرسيّا، فسارّه بقتله، وقال:

- «اخرج بمكان كذا وكذا، فإذا مرّ بك هذا فاقتله.» وفطن له عمرو فقال:

- «قد سمعت منّى وسمعت منك. فأمّا ما قلت فقد وقع منّى موقعا، وأنا واحد من عشرة بعثنا عمر بن الخطّاب مع هذا الوالي لنكاتفه ويشهدنا أموره. فأرجع، فآتيك بهم الآن. فإذا رأوا في الذي عرضت مثل رأيى فقد رآه أهل العسكر والأمير، وإن لم يروه رددتهم إلى مأمنهم، وكنت على رأس أمرك.» فقال: «نعم.» ودعا رجلا، فسارّه وقال:

- «اذهب إلى فلان فردّه إلىّ.» فرجع الرجل. وقال لعمرو:

- «انطلق، فجئ بأصحابك.» فخرج عمرو ورأى ألّا يعود لمثلها، وعلم الرومي أنّه قد خدعه. فقال:

- «خدعني الرجل. هذا أدهى الخلق.» فبلغت عمر فقال:

- «خدعه عمرو وغلبه. لله عمرو. [١] »

سعد بن أبى وقّاص يقدّم زهرة إلى بهرسير

ثم إنّ سعد بن أبى وقاص [٣٨٢] قدّم زهرة بهرسير [٢] . فمضى زهرة من كوثى في المقدّمات حتى نزل بهرسير، فتلقاه شيرزاد بساباط بالصلح وتأدية الجزى.


[١] . تجد التفاصيل عند الطبري (٥: ٢٤٠٠) .
[٢] . في الأصل ومط: نهرسير. وبهرسير من نواحي بغداد قرب المدائن ويقال: «بهرسير الرومقان» ، وقال حمزة: هي إحدى المدائن السبعة التي سميت بالمدائن وهي غربي دجلة (مع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>