للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لصاحبه:

- «على ما أرى، ارمه وأحميك، أو أرميه واحمنى!» فحمى كلّ واحد منهما صاحبه حتى رميا بهما. ثمّ إنّى حملت عليهما، فقتلتهما، وجئت بالبغلين ما أدرى ما عليهما، حتى أتيت بهما صاحب الأقباض وإذا هو يكتب ما يأتى به الناس وما يجمع من الخزائن والدور، فقال:

- «على [٣٩١] رسلك حتى ننظر ما معك!» فأطلت الوقوف بعد ما حصلت عنهما، فإذا سفطان على أحد البغلين فيهما تاج كسرى مفسّخا [١] ، وكان لا يحمله إلّا أسطوانتان، وفيهما الجوهر، وإذا على الآخر سفطان فيهما ثياب كسرى منسوجة بالذهب المنظوم بالجوهر.

وخرج القعقاع بن عمرو يومئذ في الطلب، فلحق بفارسىّ يحمى الناس، فاقتتلا، فقتله، وإذا مع المقتول جنيبة عليها عيبتان وغلافان، وفي أحد الغلافين خمسة أسياف [٢] ، وفي الآخر ستة أسياف [٣] ، وإذا في إحدى العيبتين أدراع: درع كسرى، ومغافره، وساقاه، وساعده، ودرع هرقل، وفي الآخر درع سياوخش، ودرع خاقان، ودرع داهر [٤] ، ودرع بهرام شوبين، ودرع النعمان، وكان الفرس استلبوها من أربابها أيام خالفوا كسرى.

وحكى عاصم بن الحارث قال:

خرجت في الطلب. فأخذت طريقا مسلوكا، وإذا حمار. فلمّا رآني صاحبه حثّه، فلحق بآخر أمامه، فمالا، وحثّا حماريهما، فانتهيا إلى جدول قد كسر [٣٩٢] جسره، فثبتا حتى أتيتهما، ثمّ تفرّقا ورمانى أحدهما، فألظظت [٥] حتى


[١] . كذا في الطبري (٥: ٢٤٤٦) ، وفي مط: منسّجا.
[٢] . مط: أشياف!
[٣] . مط: أيضا: أشياف!
[٤] . كذا في مط والطبري، وفي الأصل: كلمة مطموسة لا تقرأ.
[٥] . ألظّ في الحرب: ألحّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>