للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزبيلا وحبلا ينزل فيها وبرد القيد ونقب النقب ونزل الموفق والفراش بعده ليلة النوروز الواقع فى شهر ربيع الآخر يوم الإثنين لليلتين بقيتا منه وقد أعددت له ما يركبه. فركبه وسرنا فلم يصبح إلا ببلاد سابور وخرج الديواني [١] فاستقبله [٩٠] وخدمه.

قال أبو نصر: فلما نزل وسكن جأشه قلت له:

- «قد خلصت وملكت أمرك، إلّا أنّ بهاء الدولة خصمك والبلاد له والناس فى طاعته، واعتقاده فيك الاعتقاد الذي تعرفه. والصواب أن تأخذ لنفسك وتسبق خبرك إلى حيث تأمن فيه من طلب يلحقك.» وقال له الديواني قريبا من هذه المقالة، ووعده أن يسير به حتى يوصله الى أعمال بدر بن حسنويه وأعمال البطيحة، فلم يقبل وقال:

- «بل أراسل الملك واستصلح رأيه.» وراجعناه وبيّنّا له وجه الرأى فيما أشرنا به. فأقام على المخالفة وألزمنى أن أعود الى شيراز واجتمع مع أبى الخطاب واستعلم رأيه له فيما يدبّر به أمره. وكتب كتابا الى بهاء الدولة ب:

- «انّنى لم أفارق اعتقالك خروجا عن طاعتك ولا عدولا عن استعطافك من تحت قبضتك ولكنّنى عوملت معاملة طلبت بها نفسي فحملني الإشفاق من تلفها [٢] على ما طلبت به خلاصها وها أنا مقيم على ما يرد به أمرك وما أريد إلّا رعاية خدمتي فى استبقاء مهجتي» .


[١] . قال الاصطخرى فى كتابه مسالك الممالك: إن من زموم بلاد فارس زمّ الحسين بن صالح ويعرف بزمّ الديوان: وان لكل زمّ مدنا وقرى مجتمعة قد ضمن خراج كل ناحية منها رئيس من الأكراد: وأما زم الديوان فنقله عمرو بن الليث إلى ساسان بن غزوان من الأكراد فهو فى أهل بيته إلى يومنا هذا. وصنف الاصطخرى كتابه فى حدود ٣٤٠ (مد) .
[٢] . وفى الأصل: تلقها.

<<  <  ج: ص:  >  >>