للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «إنّا رحلنا من مصر، لا نريد إلّا دمك أو تنزع الخلافة، فردّنا علىّ ومحمد بن مسلمة، وضمنّا له [١] النزوع عن كل ما تكلّمنا فيه.. (ثم أقبلوا على محمد وقالوا: «هل قلت [٢] لنا ذلك؟» قال محمد: «نعم» ) .. فرجعنا إلى بلادنا حتى إذا كنّا بالبويب، أخذنا غلامك على راحلة من صدقات المسلمين ومعه كتابك وخاتمك إلى عبد الله بن سعد تأمره فينا بجلد ظهورنا والمثلة بنا بالقطع والحبس الطويل، [٥٠٣] وهذا كتابك، ثم فعلت وفعلت.» فحمد الله عثمان وأثنى عليه وقال: «والله ما كتبت ولا أمرت ولا شوورت [٣] قالوا: «فمن كتبه؟» قال: «لا أدرى.» قالوا: «فيجترأ عليك، ويبعث بغلامك، وجمل من صدقات المسلمين، وينقش [٤] خاتمك، ويكتب إلى عاملك في إعلام المسلمين بهذه العظائم وأنت لا تعلم! ليس مثلك [٥] من يلي الخلافة، اخلع نفسك من هذا الأمر كما خلعك الله منه.» فأبى وقال: «لا أنزع قميصا ألبسنيه الله، ولكنّى أتوب من كلّ ما تكرهون.» قالوا: «قد فعلت ذلك وكذبت، وقد وقعت عليك التهمة مع ما بلونا منك في مرات كثيرة، من الجور في الحكم والأثرة في القسم، والعقوبة لمن أمر بالمعروف، وإظهارك التوبة مرة بعد مرة، ثم رجوعك إلى كلّ منكر. ولقد كنّا رجعنا عنك وما كان لنا أن نرجع حتى نخلعك ونستبدل بك من نرضاه، ومن لم نجرّب عليه ما جرّبناه عليك، فاردد خلافتنا.»


[١] . كذا في الأصل: ضمنّا له. وما في مط: ضمنا لنا. ولكلا الضبطين وجه من الصحة.
[٢] . في مط: هل أنت قلت.
[٣] . في مط: ولا شاورت.
[٤] . في مط: فيفتق.
[٥] . في مط: منك.

<<  <  ج: ص:  >  >>