للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان عبد الله بن خازم حاضرا، فقال لابن عامر:

- «إنّك قد وجّهت إلى خراسان رجلا ضعيفا، وإنّى أخاف:- إن لقى حربا- أن ينهزم بالناس، فتهلك خراسان، وتفتضح أخوالك.» قال ابن عامر:

- «فما الرأى؟» قال: «تكتب لى عهدا- إن هو انصرف عن عدوّ- قمت مقامه.» فكتب له، وسار عبد الله بن خازم إلى خراسان فجاشت جماعة من طخارستان فشاور [٤٨] قيس بن الهيثم الناس، فأشار عليه ابن خازم أن ينصرف حتّى يجتمع إليه أطرافه، فانصرف. فلمّا سار مرحلة أو مرحلتين، أخرج ابن خازم عهده، وقام بأمر الناس، ولقى العدوّ، فهزمهم. وبلغ الخبر المصرين [١] ، والشام، فغضبت القيسيّة وقالوا:

- «خدع قيسا وابن عامر» .

وأكثروا فى ذلك على معاوية، حتّى بعث إلى عبد الله بن خازم، فقدم به واعتذر ممّا قيل فيه.

فقال معاوية:

- «فإذا كان غدا، فقم فى الناس، واعتذر!» فرجع ابن خازم إلى أصحابه، فقال:

- «قد أمرت بالخطبة، ولست صاحب كلام، فاجلسوا حول المنبر، فإذا تكلّمت، فصدّقونى.» فقام من الغد، فحمد الله، وأثنى عليه، ثمّ قال:


[١] . المصران: الكوفة والبصرة. قال ابن الأعرابى: قيل لهما «المصران» ، لأنّ عمر- رضى الله عنه- قال:
لا تجعلوا البحر فى ما بيني وبينكم، مصّروها، أى: صيّروها مصرا بين البحر وبيني، أى: حدّا (لع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>