للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «يا أمير المؤمنين، دوّخت لك العراق، وجبيت لك برّها وبحرها، وغثّها وسمينها، وحملت لك لبّها وقشرها.» فقال له يزيد:

- «أين فعلت ذلك؟ لقد نقلناك من ولاء ثقيف إلى عزّ قريش، ومن عبيد إلى أبى سفيان، ومن القلم إلى المنابر، وبعد، فما أمكنك شيء ممّا اعتددت به، إلّا بنا.» فقال معاوية:

- «حسبك! وريت بك زنادي.»

كلّ شيء هالك!

وقلّد معاوية عبد الرحمان بن زياد خراسان بعد موت أبيه، وكان سخيّا، فلم يزل عليها إلى أن ولى يزيد، وقتل الحسين بن علىّ- عليهما السلام- واستخلف على عمله قيس بن الهيثم، وأقبل إلى يزيد، فأنكر قدومه، ثمّ رضى عنه، وسأله عمّا حصل له، فاعترف له بعشرين ألف ألف [٠٠٠، ٠٠٠، ٢٠] درهم، فسوّغه إيّاها [١] ، وكان معه من العروض أكثر منها.

فقال يوما لكاتبه إصطفانوس:

- «ويحك! كيف يجيئني النوم وهذا المال عندي؟» فقال له:

- «وكم مبلغه؟» ، فقال:

- «قدّرت منه لمائة سنة، فى كلّ يوم ألف درهم، لا أحتاج منه إلى شراء رقيق، ولا كراع، ولا عرض من الأعراض [٢] [٦٢]


[١] . كذا فى الأصل ومط: فسوّغه إيّاها.
[٢] . كذا بالأصل: عرض من الأعراض (بالعين المهملة) ، وفى مط: غرض من الأغراض (بالغين المعجمة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>