للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «فده.» فوداه من بيت المال، وعزل عبد الله، وولّى عبيد الله بن زياد.

[ذكر بعض سيرة معاوية، وآرائه، ودهائه]

[ما قاله عمر فيه]

كان عمر بن الخطّاب كثيرا ما يقول:

- «تذكرون كسرى وقيصر ودهيهما، وسياستهما وعندكم معاوية.»

[بين معاوية وعمرو بن العاص]

فممّا يحضرنا من ذلك: أنّ عمرو بن العاص، كان وفد إلى معاوية ومعه أهل مصر، فقال لهم عمرو:

- «انظروا، إذا دخلتم على ابن هند، فلا تسلّموا عليه [٦٦] بالخلافة، فإنّه أعظم لكم في عينه، وصغّروه ما استطعتم.» فلمّا قدموا عليه، قال معاوية لحاجبه:

- «كأنّى بابن النابغة، قد صغّر شأنى عند القوم، فإذا دخل الرجل، أو الوفد، فتعتعوهم [١] أشدّ ما يكون، فلا يبلغنّى رجل منهم، إلّا وقد أهمّته نفسه. [٢] » فكان أوّل من دخل عليه رجل من مصر، يقال له: ابن خيّاط، فدخل وقد تعتع، فقال:

- «السلام عليك، يا رسول الله!» فتتابع القوم على ذلك، فلمّا خرجوا من عنده، قال لهم عمرو:


[١] . تعتعه: تلتله وقلقله فأقبل به وأدبر: حرّكه بعنف: أكرهه في الأمر حتّى قلق. تعتع في الكلام: تردّد من عىّ أو حصر (مد. مل) .
[٢] . في الطبري (٧: ٢٠٧- ٢٠٦) : همّته نفسه بالتلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>