للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «صدقت، الأمر لله، يفعل ما يشاء.» ثمّ حرّك راحلته، وقال:

- «السلام عليك.» وافترقا.

[ما كان من أمر رسوله قيس بن مسهر]

وقد كان وصل إلى الحسين كتاب مسلم بن عقيل، قبل أن يقتل بأيام، يقول فيه:

- «أما بعد، فإنّ الرائد لا يكذب أهله. إنّ جميع أهل الكوفة معك، فأقبل حين تقرأ كتابي، والسلام.» فأقبل الحسين بصبيانه ونسائه لا يلوى على شيء، ولا يسمع قول أحد، حتّى بلغ الحاجر من بطن الدومة [١] ، وبعث قيس بن مسهر إلى الكوفة بكتاب يعرّفهم [٩٤] فيه أنه شخص إليهم، لما عرفه من اجتماع ملأهم على نصره، والطلب بحقّه.

فلما انتهى قيس إلى القادسيّة، وجد خيل ابن زياد منظومة ما بينها وبين الكوفة، فأخذه الحصين بن تميم، فبعث به إلى ابن زياد.

فقال له ابن زياد:

- «اصعد القصر، فسبّ الكذّاب بن الكذّاب.» فصعد قيس بن مسهر القصر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثمّ قال:

- «أيّها الناس، هذا حسين بن علىّ خير خلق الله، ابن فاطمة بنت رسول الله، وأنا رسوله إليكم، وفارقته بالحاجر [٢] ، فأجيبوه!» ثمّ لعن زيادا وابنه، واستغفر لعلىّ بن أبى طالب. فأمر به عبيد الله فرمى به من


[١] . من بطن الدومة: سقطت من مط. وفى الطبري (٧: ٢٨٨) الحاجز من بطن الرمّة.
[٢] . فى الأصل: بالراء المهملة. (فى كلا الموضعين) .

<<  <  ج: ص:  >  >>