للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووليتكم، وما أحصى ديوان مقاتلتكم إلّا سبعين ألفا، ولقد أحصى اليوم ثمانين ألفا، وما كان ديوان عيالكم إلّا سبعين ألفا، وقد أحصى اليوم مائة ألف وأربعين ألفا، وما تركت لكم ذا ظنّة أخافه [١٢٧] عليكم، إلّا وهو فى سجنكم. وقد توفّى أمير المؤمنين يزيد، واختلف أهل الشام، وأنتم اليوم أكثر الناس عددا، وأوسعهم بلادا. فاختاروا رجلا ترضونه [و] [١] تجتمعون عليه، إلى أن يجتمع أهل الشام، فإن اختاروا من ترضونه دخلتم فى ما دخلوا فيه، وإن كرهتم ذلك، كنتم على جديلتكم، فما بكم إلى أحد من أهل البلدان حاجة، وما يستغنى الناس عنكم.» [٢]

[ذكر طمع عبيد الله فى الخلافة وما احتال فيه]

وكان عبيد الله قد أنفذ بالليل إلى شقيق بن ثور، ومالك بن مسمع وحصين بن المنذر، وفرّق فيهم مالا كثيرا. فلما خطبهم هذه الخطبة، قام هؤلاء، وهم رؤساء الناس، فقالوا:

- «ما لنا غيرك، ولا نعرف أحدا هو أقوى على هذا الأمر منك.» وبايعه هؤلاء، وبايعه الناس. فجعل الرجل إذا خرج من عنده، مسح يده على الحائط ويقول:

- «أظنّ ابن مرجانة أنّا نولّيه أمرنا فى الفرقة، كما تولّاه إلى اليوم؟» فلم تمض بعبيد الله أيّام حتّى جعل سلطانه يضعف. فكان يأمر بالأمر، فلا يمتثل، ويرتأى الرأى، [١٢٨] فلا يقبل ويردّ عليه، ويأمر بحبس الظنين، فيحال


[١] . الواو زيادة منّا ولم تكن موجودة لا فى الأصل ولا فى مط.
[٢] . قس بما فى الطبري ٧: ٤٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>