للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جرى، وأنه لا يغسل عنهم هذا العار [١] ، ولا يمحو عنهم هذا الإثم، إلّا الخروج والتوبة إلى الله، والطلب بدمه، إلى أن يقتلوا قاتليه أو يقتلوا قبل ذلك.

فاجتمع الكلّ إلى خمسة من الرؤساء، وهم: سليمان بن صرد، والمسيّب بن نجبة [٢] ، وعبد الله بن سعد بن نفيل الأزدى، وعبد الله بن وال التميمىّ، ورفاعة بن شدّاد البجلىّ.

ثمّ اجتمع هؤلاء الخمسة على سليمان بن صرد، وكانت له صحبة من النبىّ، صلّى الله عليه وسلّم، فرأسوه [٣] ، وقالوا:

- «لا بدّ من رئيس واحد تكون له راية يحفّ بها، ورأى يصدر عنه.» فرضوا بسليمان بن صرد، وخطبهم سليمان خطبة طويلة، قال فى آخرها:

- «كونوا كتوّابى بنى إسرائيل، إذ قال لهم نبيّهم: إنكم ظلمتم أنفسكم باتّخاذكم العجل، فتوبوا إلى بارئكم، فاقتلوا أنفسكم، ذلكم خير لكم عند بارئكم [٤] . وإنّى أرى أنّ الله قد سخط عليكم مما [٥] أتيتموه فى أمر ابن نبيّكم، فلا يرضيه شيء أو تبيروا [٦] قتلة الحسين، فلا تهابوا الموت، فو الله ما هابه أحد إلّا ذلّ.» وتكلّم كلاما كثيرا يشبه هذا. [١٤٢] فقال خالد بن سعد:

- «أمّا أنا، فو الله، لو أعلم أنّ قتلى نفسي يخرجني من ذنبي، ويرضى عنّى ربّى، لقتلتها، ولكن هذا الذي ذكرته من قتل الأنفس إنما أمر به قوم، فأشهد الله ومن حضر، أنّ كلّ مال أملكه، سوى سلاحي الذي أقاتل به، صدقة على المسلمين،


[١] . العار: كذا فى الأصل. وما فى مط: العمار. وهو خطأ.
[٢] . نجبه: كذا فى الأصل. وما فى مط مهملة إلّا فى الياء التحتانية.
[٣] . فرأسوه: كذا فى الأصل، وفى مط: قرأ سورة! وهو تصحيف.
[٤] . س ٢ البقرة: ٥٤.
[٥] . مما: كذا فى الأصل. وفى مط: بما.
[٦] . تبيروا: كذا فى الأصل. تبيروا: تهلكوا، تبيدوا. وفى مط: تثيروا. وهو تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>