للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «رحمك الله، بعثنا ونحن كارهون، فامنن علينا، واستبقنا.» قال المختار:

- «فهلّا مننتم على الحسين بن بنت نبيّكم واستبقيتموه وسقيتموه.» ثمّ قال المختار للبدّىّ:

- «أنت صاحب برنسه؟» فقال عبد الله بن كامل:

- «نعم، هو هو.» فقال المختار:

- «اقطعوا يد هذا ورجله، ودعوه يضطرب حتّى يموت.» ففعل به ذلك، وأمر بالآخرين فقتلا.

ثمّ بعث رجالا كانوا معه يقال لهم: الدبّابة، إلى دار فى الحمراء فيها عبد الرحمن بن أبى خشكارة، وعبد الرحمن بن قيس الخولاني وغيرهما فجئنا بهم حتّى أدخلناهم عليه، فقال لهم:

- «يا قتلة الصالحين، يا قتلة سيد شباب أهل الجنّة، ألا ترون الله قد أقاد منكم اليوم؟ لقد جاءكم الورس [١] بيوم نحس.» وكانوا أصابوا [٢٢٦] من الورس الذي كان مع الحسين، أخرجوهم إلى السوق، فضربوا رقابهم، ففعل ذلك بهم وكانوا أربعة.

وأخذ السائب بن مالك الأشعرىّ- وكان فى خيل للمختار- ثلاثة نفر ممن شهد قتل الحسين، فانتهى بهم إلى المختار، فأمر بهم فقتلوا فى السوق.

وبعث المختار عبد الله بن كامل إلى عثمان بن خالد، وإلى أبى أسماء بسر بن أبى سمط [٢] ، وكانا ممن شهدا قتل الحسين وفى سلبه، فأحاط عبد الله بن كامل عند العصر بمسجد بنى دهمان، ثمّ قال:


[١] . الورس من الثياب: الأحمر. الورس: نبات كالسمسم يصبغ به.
[٢] . بسر بن أبى سمط: كذا فى الأصل وفى الطبري (٨: ٦٧٠) : بشر بن سوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>