للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير.» فقال الآخرون:

- «إنّا ندعوكم إلى كتاب الله، وسنّة رسوله، صلّى الله عليه، وإلى بيعة الأمير المختار، وإلى أن يجعل الأمر شورى فى آل الرسول، فمن زعم من الناس أنّ أحدا ينبغي أن يتولّى عليهم برئنا منهم وجاهدناه.» فانصرف عبّاد إلى مصعب فأخبره فقال له:

- «إرجع، فاحمل عليهم.» فحمل على بن شميط، فلم يزل منهم أحد. ثمّ انصرف إلى موقفه، وحمل المهلّب على ابن كامل، فجال أصحابه بعضهم فى بعض، فنزل ابن كامل، وانصرف عنه المهلّب، ثمّ وقف ساعة، وقال لأصحابه:

- «احملوا حملة صادقة، فقد أطمعوكم.» يعنى جولتهم التي جالوها. فحمل عليهم حملة منكرة، فولّوا، وصبر ابن كامل فى رجال همدان، فأخذ المهلّب يسمع اتّصال [١] القوم:

- «أنا الغلام الشاكرىّ، أنا الغلام الشبامىّ، أنا الغلام الثورىّ.» وحمل عمر بن عبد الله بن معمر على عبد الله بن أنس، فقاتل ساعة ثمّ انصرف عنه، وحمل الناس جميعا على ابن شميط، فقاتل حتّى قتل، وتنادى أصحابه:

- «يا معشر بجيلة وخثعم، الصبر الصبر.» [٢٥٣] فناداهم المهلّب:

- «الفرار الفرار، فهو اليوم أنجى لكم، علام تقتلون أنفسكم مع هذه العبدان، أضلّ الله سعيكم.» ثمّ نظر إلى أصحابه فقال:


[١] . كذا فى الأصل ومط وبعض الأصول فى هامش الطبري: اتصال. وما فى الطبري (٨: ٧٢٢) : يسمع شعار القوم. وفى بعض الأصول: إيصال.

<<  <  ج: ص:  >  >>