للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاستبطنه زهير، فسار فيه ولم يشعر به أصحاب ابن خازم حتّى حمل عليهم، فحطّم أولهم على آخرهم واستداروا وكرّ راجعا واتبعوه على جنبتي النهر يصيحون به ولا ينزل إليه أحد حتّى انتهى إلى الموضع الذي انحدر منه، فخرج، وحمل عليهم، فأفرج له القوم حتّى رجع.

فقال ابن خازم لأصحابه:

- «إذا خرج إليكم زهير فطاعنتموه فاجعلوا فى رماحكم كلاليب، فاعلقوها فى أداته ودرعه.» فالتفت إليه ليحمل عليهم، فخلّوا رماحهم، فجاء يجرّ [١] أربعة أرماح حتّى دخل القصر، فأرسل ابن خازم إلى زهير:

- «أرأيتك إن آمنتك وأعطيتك مائة ألف وجعلت لك باشان [٢] طعمة تناصحنى؟» فقال زهير للرسول:

- «ويحك! كيف أنا صح قوما قتلوا الأشعث بن ذؤيب؟» فرجع الرسول فأسقط بها عند موسى بن عبد الله بن خازم. فلما أطال عليهم الحصار، أرسلوا إلى ابن خازم أن:

- «خلّنا نخرج فنتفرّق.» فقال:

- «لا، إلّا أن تنزلوا على حكمى.» قالوا:

- «فإنّا ننزل على حكمك.» فقال لهم زهير:

- «ثكلتكم أمّهاتكم، والله [٢٧٠] ليقتلنّكم عن آخركم، فإن طبتم بالموت نفسا فموتوا كراما، اخرجوا بنا جميعا، فإمّا أن تموتوا جميعا، وإما أن ينجو بعضكم


[١] . فجاء يجرّ أربعة أرماح: كذا فى الأصل. وما فى مط: فجاء بأربعة أرماح.
[٢] . باشان: كذا فى الأصل. وما فى مط: باسان (مهملة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>