للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يلبس السلاح، ولا يقرب النساء ولا الطيب، إلى أن قتل ابن الزبير ولم يحجّ ابن الزبير ولا أصحابه فى هذه السنة لأنهم لم يقفوا بعرفة.

وحجّ الحجّاج بالناس فى هذه السنة، ثمّ حصر ابن الزبير ثمانية أشهر، ونصب المجانيق على البيت. فلما رمى البيت رعدت السماء وعلا صوت الرعد والبرق صوت الحجارة، فأعظم ذلك أهل الشام وأمسكوا أيديهم. فرفع الحجّاج برقة [١] قبائه فغرزها فى منطقته، ورفع الحجر فوضعه فى المنجنيق، ثمّ مدّه وقال لأصحابه:

- «ارموا!» [٣٠٠] ورمى معهم. فلما أصبحوا جاءت صاعقة تتبعها أخرى، فقتلت من أصحابه اثنى عشر رجلا. فانكسر أهل الشام، فقال الحجّاج:

- «يا قوم، لا تنكروا ذلك، فإنّى ابن تهامة وهذه صواعقها، وهذا الفتح قد حضرنا، فأبشروا، إنّ القوم سيصيبهم مثل ما أصابكم.» فصعقت من الغد، فأصيب من أصحاب ابن الزبير عدّة. فقال الحجّاج:

- «ألا ترون أنهم قد أصيبوا وأنتم على الطاعة وهم على الخلاف؟» فتفرّق عامّة من كان مع الزبير، وخرجوا إلى الحجّاج فى الأمان حتّى بلغ عدّة المستأمنة عشرة آلاف. وكان فى من خرج إلى الحجّاج فى الأمان حتّى بلغ عدّة المستأمنة عشرة آلاف. وكان فى من خرج إلى الحجّاج ابنا عبد الله ابن الزبير:

حمزة وخبيب، بعد أن أخذا أمانا لأنفسهما.

فدخل على أمّه أسماء بنت أبى بكر، فقال:

ما قالته لابن الزبير أمّه أسماء بنت أبى بكر

«يا أمّه، قد خذلنى الناس حتّى ولدي وأهلى، فلم يبق إلّا اليسير، من ليس


[١] . فى الأصل: برقّة (برقّة؟) . وفى مط: ترقة. وفى الطبري (٨: ٨٤٥) : بركة وفى حواشيه: برقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>