للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جعلوا ينقصون ويتسلّلون. وحمل سويد بن سليم على سفيان بن أبى العالية، فطاعنه، فلم يصنع رمحاهما شيئا، ثمّ اضطربا بسيفيهما، ثمّ اعتنق كلّ أحد منهما، فوقعا إلى الأرض يعتركان، ثمّ تحاجزا [١] ، وحمل عليهم شبيب، فانكشف من كان معه. ونزل غلام لسفيان، يقال له غزوان [نزل] [٢] عن برذونه، وقال لسفيان:

- «اركب يا مولاي.» فركب سفيان وأحاط به أصحاب شبيب، فقاتل دونه غزوان حتّى قتل، وكانت معه رايته. وأقبل سفيان بن أبى العالية منهزما حتّى انتهى إلى بابل مهروذ، فنزل بها، وكتب إلى الحجّاج، وكان الحجّاج أمر سورة بن أبجر أن يلحق بسفيان، فكاتب سورة سفيان وقال: انتظرنى. فلم يفعل، وعجّل نحو الخوارج. فلما عرف الحجّاج خبر سفيان، وقرأ كتابه، قال للناس:

- «من صنع كما صنع هذا وأبلى [٣٣٢] كما أبلى، فقد أحسن.» ثمّ كتب إليه يعذره ويقول له:

- «إذا خفّ عليك الوجع، فأقبل مأجورا إلى أهلك.» وكتب إلى سورة:

- «أما بعد، يا بن أمّ سورة، فما كنت خليقا أن تجتزئ على ترك عهدي وخذلان جندي، فإذا أتاك كتابي فابعث رجلا ممن معك صليبا [٣] إلى المدائن، فلينتخب من الخيل التي بها خمسمائة رجل، ثمّ ليقدم بهم عليك، ثمّ سر بهم حتّى تلقى [٤] هذه المارقة، وأخبرنى فى أمرك، وكد عدوّك، فإنّ أفضل أمر الحرب المكيدة. والسلام.»


[١] . تحاجزا: كذا فى مط. وفى الطبري: تحاجزوا. وما فى الأصل غامض، ويشبه أن يكون: تحاجزنا.
[٢] . نزل: سقطت من الأصل ومط. فأثبتناها نقلا عن الطبري.
[٣] . صليبا: كذا فى الأصل والطبري (٨: ٨٩٨) . وما فى مط: صلبا. والصليب: الخالص النسب. يقال: هو عربي صليب. أى: خالص النسب.
[٤] . فى الأصل: نلقى. وما أثبتناه يؤيّده مط.

<<  <  ج: ص:  >  >>