للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «أتشهد أنّك قد كفرت؟» فإذا قال: «نعم،» بايعه، وإلّا قتله.

فجاء رجل من خثعم، وكان معتزلا للناس جميعا من وراء الفرات. فسأله عن حاله فقال:

- «ما زلت معتزلا وراء هذه النطفة منتظرا أمر الناس حتّى ظهرت، فأتيت لأبايعك مع الناس.» فقال:

- «أمتربّص؟ [٤٢٧] أتشهد أنّك كافر؟» - «بئس الرجل أنا إذا! إن كنت عبدت الله ثمانين سنة ثمّ أشهد على نفسي بالكفر.» قال:

- «إذا أقتلك.» قال:

- «فإن قتلتني، والله ما بقي من عمرى إلّا كظمء حمار [١] ، وإنّى لأنتظر الموت صباح مساء.» قال:

- «اضربوا عنقه.» فلما ضربوا عنقه لم يبق أحد حوله من الحرس إلّا رحمه ورثى له من القتل.

[قتله كميل بن زياد النخعي وما دار بينهما من كلام]

ودعا بكميل بن زياد النخعي، وكان ركينا فى الحرب حليما صاحب نجدة وحفاظ من أصحاب علىّ بن أبى طالب عليه السلام، فقال:

- «أنت المقتصّ من أمير المؤمنين عثمان؟ قد كنت أحبّ أن أجد عليك سبيلا.» فقال:

- «والله ما أدرى على أيّنا أنت أشدّ غضبا: عليه حين أقاد من نفسه، أم علىّ


[١] . قال فى متن اللغة: ظمء الحياة: ما بين سقوط الولد إلى حين موته. ويكنى بظمء الحمار عن قصر المدة لأنه أقل الحيوان صبرا على العطش.

<<  <  ج: ص:  >  >>