للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «ضمّ إليك يا عبد الملك هذا النشر [١] لعلّى أحمل عليهم.» ففعل، وحمل الناس [٤٣١] من كلّ جانب، فانهزم أهل العراق أيضا وقتل أبو البختري الطائىّ وعبد الرحمان بن أبى ليلى، وكانا قالا قبل أن يقتلا:

- «إنّ الفرار كلّ ساعة لقبيح بنا.» فصبرا وأصيبا.

ومشى بسطام بن مصقلة فى أربعة آلاف ممّن بايعوه على الموت، فهزم أهل الشام مرارا وكشفهم حالا بعد حال، ولم يكن الحجّاج يعرف إليهم طريقا إلّا الطريق الذي يلتقون فيه. فأتى بشيخ كان راعيا، فدلّه على طريق من وراء أجمة فى الكرخ طوله ستّة فراسخ فى ضحضاح من الماء. فبات الحجّاج الليلة وانتخب من جلد أهل الشام أربعة آلاف، وقال لقائدهم:

- «ليكن هذا العلج أمامك وهذه خمسة آلاف درهم. فان أقامك على عسكرهم فادفع إليه المال، وإن كذبنا فاضرب عنقه. فإن رأيتهم فاحمل عليهم فى من معك وليكن شعاركم: يا حجّاج يا حجّاج.» فانطلق القائد صلاة العصر، والتقى عسكر الحجّاج وعسكر ابن الأشعث حين فصل القائد بمن معه. فاقتتلوا إلى الليل، فانكشف الحجّاج من جهة بسطام بن مصقلة كما حكينا من أمره قبل، حتّى عبر السّيب ودخل ابن الأشعث [٤٣٢] عسكره فانتهبه.

ذكر تكاسل كان من ابن الأشعث عاد بوبال عليه واتّفاق محمود للحجّاج

قيل لابن الأشعث:


[١] . النشر: كذا فى الأصل ومط والطبري (٨: ١٠٠) . النشر: القوم المتفرقون لا يجمعهم رئيس. يقال: اللهم اضمم نشرى. أى: ما تفرّق من أمرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>