للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصالحه على ذلك وآمنهم. ففتحوا لابن الأشعث وخلّوا سبيله، فأتى رتبيل فقال له بعد ما أنس وتساءلا:

- «هذا الرجل كان عاملي على هذه المدينة، وركب منّى ما رأيت، فأذن لى فى قتله؟» قال:

- «آمنته وأكره الغدر به.» فقال:

- «فأذن لى فى لهزه ودفعه والتصغير [١] به.» [٤٣٥] فقال:

- «أمّا هذا فنعم.» ففعل به عبد الرحمان، ثمّ مضى مع رتبيل حتّى دخل بلاده، فأنزله رتبيل وأكرمه وعظّمه وكان معه ناس من الفلّ كثير.

ذكر ما اغترّ به عبد الرحمان حتّى فارق رتبيل ثمّ اضطرّ إلى معاودته

كان جماعة من أصحاب عبد الرحمان وعظم فلوله ممّن لم يقبلوا أمان الحجّاج وناصبوه فى مواطنه لم يكن لهم عنده وجه، فاضطرّوا إلى الخروج فى إثر عبد الرحمان، فلم يزالوا يتساقطون إلى نواحي سجستان حتّى اجتمع منهم وممّن اتّبعهم من أهل البلد نحو من ستين ألفا. فنزلوا على عبد الله بن عامر، فحصروه وكتبوا إلى عبد الرحمان يخبرونه بعددهم وجماعتهم وهو عند رتبيل، وكان يصلّى بهم عبد الرحمان بن العبّاس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب، وكتبوا إليه أن:

- «أقبل، لعلّنا نسير إلى خراسان، فإنّ بها منّا جندا عظيما، فلعلّهم يبايعوننا [٢] على قتال أهل الشام وهي بلاد واسعة عريضة فيها حصون.»


[١] . التصغير: كذا فى مط والطبري (٨: ١١٠٣) . وما فى الأصل: التصعير (بالعين المهملة) .
[٢] . يبايعوننا: ما فى الأصل ومط: يبايعونا، والمثبت يوافق الطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>