للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتلى من أن ينصبوا [١] لأنفسهم ملكا، ثم ينسب إلى غير الجميل، وضدّ الحزم.» فأطرق الإسكندر، وعلم أنه رجل عاقل، ثم قال له:

- «الذي أريد منك ارتفاع [٢] مملكتك لثلث سنين عاجلا، ونصف ارتفاع مملكتك لكلّ سنة» .

قال: «هل غير هذا؟» قال: «لا.» قال: «قد أجبتك، ولكن سلني: كيف تكون حالي بعد ذلك؟» قال: «قل، كيف تكون حالك؟» قال: «أكون أول قتيل من محارب، أو أول أكيلة مفترس.» قال: «فإن قنعت منك بارتفاع سنتين، كيف تكون حالك؟» قال: «تكون أصلح قليلا وأفسح مدّة.» قال: «فإن قنعت منك [٣] بارتفاع سنة؟» قال: «يكون في ذلك بقاء لملكى، وذهاب جميع لذّاتى.» قال: «فإن قنعت [٧٥] منك [٤] بارتفاع الثلث، كيف تكون حالك؟» قال: يكون السدس للفقراء ومصالح البلاد، ويكون الباقي لجيشى ولسائر أسباب الملك» .

فقال: «قد اقتصرت منك على هذا.» فشكره وانصرف. فلما طلعت الشمس، أقبل جيش الصين، حتى طبّق الأرض، وأحاط بجيش الإسكندر، حتى خافوا الهلاك. وتواثب أصحابه حتى ركبوا الخيل، واستعدوا للحرب بعد الأمن والطمأنينة إلى السلم. فبينا هم كذلك،


[١] . مط: أن يصبوا.
[٢] . الارتفاع: ما حصل من الزراعة. الخراج.
[٣] . منك: سقطت من مط.
[٤] . منك: سقطت من مط.

<<  <  ج: ص:  >  >>