للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خلافة المطيع للَّه]

ثمّ إنهم أحضروا أبا القاسم الفضل بن المقتدر جعفر وبايعوه بالخلافة، ولقبّوه المطيع للَّه، وسنُّه يومئذ في أربع وثلاثين سنة. ثمّ قدموا ابن عمّه المستكفي، فسَّلم عليه بالخلافة، وأشهد على نفسه بالخَلْع قبل أن يُسْملَ [١] .

ثمّ صادر المطيع خواصّ المستكفي، وأخذ منهم أموالًا كثيرة، ووصَلَ العباسّيين والعلويّين في يوم، مع إضاقته، بنيف وثلاثين ألف دينار [٢] .

وقَّرر له معُزِ الدّولة كل يوم مائة دينار ليس إلًا نفقة [٣] .

[[الغلاء ببغداد]]

وعظمُ الغلاء ببغداد في شعبان، وأكلوا الِجيَف والرَّوْث، وماتوا على الطُرقُ، وأكلت الكلاب لحومهم، وبيعَ العقار بالرّغْفان، وُوجدت الصّغار مشوية مع المساكين، وهربَ الناس إلي البصرة وواسط، فمات خلق في الّطِرقَات [٤] .

[٥] وذكر ابن الْجَوْزيّ أنه أشُتري لمُعزّ الدّولة كُرّ دقيق بعشرين ألف درهم.

قلتُ: الكُرّ سبعة عشر قنطارًا بالدمشقي. لأنًّ الكُرّ أربع وثلاثون كارة.

والكارة خمسون رطلا بالدّمشقيّ [٦] .


[١] تكملة تاريخ الطبري ١/ ١٥٠، تاريخ الأنطاكي ٥٥، المنتظم ٦/ ٣٤٤، الكامل في التاريخ ٨/ ٤٥٢، النجوم الزاهرة ٣/ ٢٨٦.
[٢] المنتظم ٦/ ٣٤٤.
[٣] تكملة تاريخ الطبري ١/ ١٥٠ وفيه: «وأقام معزّ الدولة لنفقته في كل يوم ألفي درهم» ، ومثله في: العيون والحدائق ج ٤ ق ٢/ ١٧٧، وفي الإنباء في تاريخ الخلفاء ١٧٧: «ورتّب له كل يوم خمسة آلاف درهم» ، الكامل في التاريخ ٨/ ٤٥٣، والمثبت يتفق مع: النجوم الزاهرة ٣/ ٢٨٦.
[٤] انظر: تكملة تاريخ الطبري ١/ ١٥٢، تجارب الأمم ٢/ ٩٥، العيون والحدائق ج ٤ ق ٢/ ١٨٠، ١٨١، تاريخ الأنطاكي ٥٥، ٥٦، تاريخ سنيّ ملوك الأرض ١٤٧، ١٤٨ (في حوادث سنة ٣٣٣ هـ.) ، المنتظم ٦/ ٣٤٤، تاريخ الزمان ٥٨ و ٥٩، الكامل في التاريخ ٨/ ٤٦٥، نهاية الأرب ٢٣/ ١٨٧، المختصر في أخبار البشر ٢/ ٩٦، دول الإسلام ١/ ٢٠٨، البداية والنهاية ١١/ ٢١٣، النجوم الزاهرة ٣/ ٢٨٦، شذرات الذهب ٢/ ٣٣٥، أخبار الدول ١٧٠.
[٥] في المنتظم ٨/ ٣٤٥، ونقل الخبر: ابن تغري بردي في: النجوم الزاهرة ٣/ ٢٨٦.
[٦] النجوم الزاهرة ٣/ ٢٨٦.