للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[غزو الخَزَر]

وجاء الخبر أنّ مطلوب [١] الكُرديّ غزا الخَزَر فقَتَل وسبي وغنِم وعاد، فاتّبعوه وكسروه واستنقذوا الغنائم والسَّبْي، وقتلوا من الأكراد والمطّوعة أكثر من عشرة آلاف، واستباحوا أموالهم [٢] .

[[انهزام ملك الروم عند حلب]]

وكان ملك الروم، لعنه الله، قد قَصَد حلب في ثلاثمائة ألف [٣] ، ومعه أموال على سبعين جمّازة [٤] ، فأشرف على عسكره مائة فارس من العرب، وألف راجل، فظنّ أنّها كبْسة، فلبس ملكهم خُفًّا أسودَ [٥] حتّى يخفي، فهرب. وأخذوا من خاصّة أربعمائة بغْل [٦] بأحمالها، وقتلوا من جيشه مقتلةً عظيمة [٧] .

[الفتنة بين الهاشميّين والأتراك]

وفي شوّال اجتمع الهاشميّون إلى جامع المنصور، ورفعوا المصاحف واستنفروا النّاس، فاجتمع لهم الفُقَهاء، وخلقٌ من الكَرْخ وغيرها، وضجوّا بالاستعْفاء من الأتراك، فلمّا رَأَوْهم قد رفعوا أوراق القرآن على القَصَب رفعوا


[١] هكذا في الأصل والعبر ٣/ ١٤٠، أما في: المنتظم: «فضلون» .
[٢] المنتظم ٨/ ٤٩، ٥٠، (الطبعة الجديدة) ١٥/ ٢٠٧، ٢٠٨، العبر ٣/ ١٤٠، دول الإسلام ١/ ٢٥٠، البداية والنهاية ١٢/ ٢٧، ٢٨.
[٣] هكذا في جميع المصادر، أما في (البداية والنهاية ١٢/ ٢٨) أقبل في مائة ألف!
[٤] الجمّازة: الإبل.
[٥] كان من عادة ملوك الروم أن يلبسوا خفّا أحمر في أرجلهم، ولا يلبسه غيره عندهم. (زبدة الحلب ١/ ٢٤٢) .
[٦] في (البداية والنهاية ١٢/ ٢٨) «أربعمائة فحل محجّل» .
[٧] راجع خبر انهزام ملك الروم في:
تاريخ حلب للعظيميّ ٣٢٩، والمنتظم لابن الجوزي ٨/ ٥٠، وتاريخ الزمان لابن العبري ٨٣، والكامل في التاريخ ٩/ ٤٠٤، ٤٠٥، وزبدة الحلب لابن العديم ١/ ٢٣٨- ٢٤٣، والعبر ٣/ ٤٠، ودول الإسلام ١/ ٢٥٠، ٢٥١، والبداية والنهاية ١٢/ ٢٨، ومرآة الجنان لليافعي ٣/ ٣٧، واتعاظ الحنفا للمقريزي ٢/ ١٧٩، والنجوم الزاهرة ٤/ ٢٥٤.
وهو بالتفصيل المسهب في: تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ص ٤١٣- ٤١٧، وانظر أيضا: تاريخ ابن الوردي ١/ ٣٤١، حيث ينقل عن تاريخ ابن المهذب المعرّي (حوادث سنة ٤٢٦ هـ) .