للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الَأمير أبو المنيع معتمد الدّولة ابن الْأمير حسام الدّولة أبي حسّان صاحب الموصل.

ذكرنا والده في سنة إحدى وتسعين وأنّ قرواشًا وليَ الموصِل بعده، فطالت أيامه واتسعت مملكته، فكان بيده الموصل والمدائن والكوفة وسقي الفرات، وقد خطب في بلاده للحاكم صاحب مصر، ثم رجع عن ذلك وخطب لخليفة الْإِسلام القادر باللَّه. فجهّز صاحب مصر جيشًا لحربه، ووصلت الغُزُّ إلى الموصل ونهبوا دار قِرْواش، وأخذوا له من الذهب مائتي ألف دينار، فاستنجد عليهم بدُبَيْس بن صدقة الْأَسَديّ، واجتمعا على حرب الغُزّ فنُصِرا عليهم وقتلا منهم خلقًا.

وكان قِرواش ظريفًا أديبًا شاعرًا نهّابًا وهّابًا جوّادًا.

ومِن شِعرهِ:

من كان يحمَدُ أو يذمّ مُوَرِّثًّا ... للمال من آبائه وجدوده

فأنا [١] امرؤٌ للَّه أشكر وحده ... شكرًا كثيرًا جالبًا لمزيده

لي أشقرٌ ملء [٢] العِنانِ مُغَاوِرٌ [٣] ... يُعطيك ما يُرْضيك من محموده [٤]

ومُهَنّدٌ غَضِبٌ إذا جرّدْتُهُ ... خلت البروقَ تموج في تجريده [٥]

وبذا حويت المال، إِلَّا أنني ... سلّطتُ فيه [٦] يدي على تبديده [٧]

وكان على سنن العرب، فورد أنّه جمع بين أختين فلاموه، فقال: خبّروني


[ (-) ] (حوادث سنة ٤٤٤ هـ) ، وفوات الوفيات ٣/ ١٩٨، والبداية والنهاية ١٢/ ٦٢، والنجوم الزاهرة ٥/ ٤٩، ٥٠، وشذرات الذهب ٣/ ٢٦٦.
وسيذكر في وفيات سنة ٤٤٤ هـ.
[١] في «دمية القصر» : «إنّي» ، ومثله في «الكامل في التاريخ» .
[٢] في «دمية القصر» ، «سمح» ، ومثله في «الكامل» .
[٣] المغاور: الكثير الغارات.
[٤] في «دمية القصر» : «مجهوده» ، ومثله في «الكامل في التاريخ» .
[٥] زاد في «دمية القصر» بيتا بعده:
ومثقّف لدن السنان كأنّما ... أمّ المنايا ركّبت في عوده
[٦] في «دمية القصر» : «سلّطت جود يدي» ، ومثله في «الكامل» .
[٧] الأبيات في: دمية القصر- تحقيق د. العاني ١٠/ ١٣١، والكامل في التاريخ ٩/ ٥٨٨.