للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عَلَى رأسه فجرحه، فألقى موسى نفسه، وجذب سُنْقُرجاه إلى الأرض ألقاه، وجذب بعض خواص موسى سكينًا قتل بها سُنْقُرجاه. ودخل موسى البلد، وخلع عَلَى أصحاب سُنْقُرجاه، وطيّب قلوبهم، وحكم عَلَى المَوْصِل [١] .

[[مقتل الأمير موسى التركماني]]

ثمّ غدر بِهِ عسكره، وانضموا إلى شمس الدّولة جَكَرْمِش، فافتتح نصيبين، ثمّ نازل المَوْصِل، وحاصر موسى مدة، فأرسل موسى إلى سُقْمان بْن أُرْتُق يستنجد بِهِ، عَلَى أنّ أطلق لَهُ حصن كيفا [٢] وعشرة آلاف دينار. فسار من ديار بَكْر ونَجَدَه، فرحل عَنْهُ جكرمش.

فخرج موسى يتلقّى [٣] سُقْمان، فوثب عَلَيْهِ جماعة فقتلوه، [٤] وهرب خواصُّه. وملك سُقْمان حصن كيفا، فبقيت بيد ذريته إلى سنة بضع وعشرين وستّمائة [٥] . وكان بها في دولة الملك ابن العادل محمود [٦] بن محمد بن قرا أرسلان [٧] بْن دَاوُد بْن سُقْمان بْن أُرْتُق صاحبها [٨] .

[استيلاء جَكَرْمِش عَلَى المَوْصِل والخابور]

ثمّ سار جكرمِش وحاصر المَوْصِل، فتسلّمها صُلْحًا، وأحسن السيرة، وقتل الذين وثبوا عَلَى موسى. واستولى بعد ذلك على الخابور، وغيره، وقوي أمره [٩] .


[١] الكامل في التاريخ ١٠/ ٣٤٢، تاريخ ابن خلدون ٥/ ٢٩، ٣٠، تاريخ ابن الوردي ٢/ ١٤، الروضتين ١/ ٦٧.
[٢] تصحّف في تاريخ ابن خلدون ٥/ ٣٠ إلى «كبيعا» .
[٣] في الأصل: «يتلقا» .
[٤] وكان مقتله عند قرية كانت تسمّى كواثا. (المختصر في أخبار البشر ٢/ ٢١٥) ، تاريخ ابن خلدون ٥/ ٣٠، تاريخ ابن الوردي ٢/ ١٤.
[٥] في الكامل ١٠/ ٣٤٣: «سنة عشرين وستمائة» ، وفي نسخة أخرى مخطوطة منه: «سنة خمس وعشرين وستمائة» .
[٦] في الكامل: «غازي بن قرا» .
[٧] في الكامل: «أرسلان» .
[٨] الكامل في التاريخ ١٠/ ٣٤٣.
[٩] الكامل في التاريخ ١٠/ ٣٤٣، المختصر في أخبار البشر ٢/ ٢١٥، تاريخ ابن خلدون ٥/ ٣٠،