للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمود القضاء بجميع الممالك سوى العراق مُرَاعاةً لقاضي القُضاة أبي القاسم الزَّيْنَبيّ، وركب إلى داره ومعه كافّة الأمراء [١] .

[احتراق دار المملكة] وفي جُمَادَى الآخرة احترقت دار المملكة الّتي استجدّها بهروز الخادم، وكان بها السّلطان نائمًا عَلَى سطح، فنزل وهرب في سفينة، وذهب مِن الفَرْش والآلات والجواهر ما يزيد ثمنه عَلَى ألف ألف دينار، وغسّل الغسّالون التّراب، وظفروا بالذّهب والحُليّ قد تسبَّك [٢] ، ولم يَسْلَم مِن الدّار ولا خَشَبَة، وأمر السّلطان ببناء دارٍ عَلَى المُسَنّاة المستحدثة [٣] ، وأعرض عَنِ الدار الّتي احترقت، وقال: إنّ أَبِي لم يُمَتّع بها ولا امتدّ بقاؤه بعد انتقاله إليها. وقد ذهبت أموالنا فيها [٤] .

[احتراق جامع بإصبهان]

واحترق بإصبهان جامعٌ كبير أنفِقَت عَليْهِ أموال، يقال إنّه غرم على أخشابه ألف ألف دينار [٥] .

[انعقاد مجلس السّلطان]

وفي شعبان عقد مجلس، وحلف السّلطان للخليفة عَلَى المناصحة والطّاعة. ثمّ نفَّذ هديةً إلى الخليفة. وجلس الخليفة في الدّار الشّاطئيّة، وهي مِن الدُّور البديعة الّتي أنشأها المقتدي، وتمَّمها المسترشد، فجلس في قُبَّته، وعليه ثوب مُصْمت وعِمامة رصافية [٦] ، وعلى كتفه البردة [٧] ، وبين يديه القضيب.


[١] المنتظم ٩/ ٢٢٣ (١٧/ ١٩٣) .
[٢] في المنتظم: «فظفروا بالذهب والحليّ سبائك» .
[٣] في المنتظم: «المستجدة» ، وهما سواء.
[٤] المنتظم ٩/ ٢٢٣، ٢٢٤ (١٧/ ١٩٤) ، الكامل في التاريخ ١٠/ ٥٩٤، ٥٩٥، مرآة الزمان ج ٨ ق ١/ ٩٦، العبر ٤/ ٣٤، مرآة الجنان ٣/ ٢١١، عيون التواريخ ١٢/ ١٢٠، الكواكب الدرّية ٨٦، ٨٧، شذرات الذهب ٤/ ٤٧.
[٥] المنتظم ٩/ ٢٢٤ (١٧/ ١٩٤) ، مرآة الزمان ج ٨ ق ١/ ٩٧، البداية والنهاية ١٢/ ١٨٨، عيون التواريخ ١٢/ ١٢٠، الكواكب الدرّية ٨٧.
[٦] في الأصل: «وعمامة وصافنة» . والتصحيح من: المنتظم.
[٧] في الأصل: «البرد» .