للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومسعود ثلاثون ألفًا. وكانت ملحمة كبيرة، أُحصِي القتلى فكانوا أربعين ألفًا، وقُتِلَ قُراجا، وأُجلس طُغْرُل على سرير المُلْك، وعاد سَنْجَر إلى بلاده [١] .

[هزيمة زنكيّ ودُبَيْس]

وجاء زنكيّ ودُبَيْس في سبعة آلاف [٢] ليأخذ بغداد، فبلغ المسترشد اختلاط بغداد، وكسْرة عسكره، فخرج من السّرداق بيده السّيف مجذوب، وسكن الأمر.

وخاف هو، وعاد من خانقين، وإذا بزنكيّ ودُبَيْس قد قاربا بغداد من غربيّها، فعبر الخليفة إليهم في ألفَين، وطلب المهادنة، فاشتطا عليه، فحاربهما بنفسه وعسكره، فانكسرت ميسرته، فكشف الطّرحة ولبس البُرْدة، وجذب السّيف، وحمل، فحمل العسكر، فانهزم زنكيّ ودُبَيْس، وقتل من جيشهما مقتلة عظيمة، وطلب زنكيّ تكريت، ودُبَيْس الفرات [٣] منهزمَيْن [٤] .

[[هلاك بغدوين]]

وفيها هلك بغدوين الرويس [٥] ملك الفرنج بعكّا، وكان شيخًا مُسِنًّا، داهية، ووقع في أسْر المسلمين غير مرَّة في الحروب ويتخلّص بمكرْه وحِيَله، وتملّك بعده القُومْص كُنْدانحور، فلم يكن له رأس، فاضطربوا واختلفوا وللَّه الحمد [٦] .


[١] خبر الملحمة في: التاريخ الباهر ٤٤، ٤٥، والكامل في التاريخ ١٠/ ٦٧٦- ٦٧٨، والمنتظم ١٠/ ٢٥، ٢٦ (١٧/ ٢٧٠، ٢٧١) ، وزبدة النصرة للبنداري ١٥٨، ١٥٩، وراحة الصدور للراوندي ٢٠١، وزبدة التواريخ للحسيني ١٩٩، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا- طبعة جرّوس برس- طرابلس ١٤١٣ هـ/ ١٩٩٣ م.) ج ١/ ٥١، ودول الإسلام ٢/ ٤٧، ٤٨، وتاريخ ابن الوردي ٢/ ٣٧، ٣٨، وعيون التواريخ ١٢/ ٢٥٠، وشذرات الذهب ٤/ ٧٧.
[٢] في الإنباء في تاريخ الخلفاء ٢١٧: «في اثني عشر ألف فارس» .
[٣] في الأصل: «الفراة» .
[٤] الكامل في التاريخ ١٠/ ٦٧٨، تاريخ ابن سباط ١/ ٥٢، تاريخ حلب للعظيميّ ٣٨٤ (٤٧) ، الإنباء في تاريخ الخلفاء ٢١٧، التاريخ الباهر ٤٥، ٤٦، زبدة التواريخ ١٩٨، ١٩٩، تاريخ مختصر الدول ٢٠٣، العبر ٤/ ٦٧، تاريخ ابن الوردي ٢/ ٣٨، الدرّة المضيّة ٥١٠، مرآة الجنان ٣/ ٢٥٠، البداية والنهاية ١٢/ ٢٠٣، عيون التواريخ ١٢/ ٢٥٠.
[٥] في الأصل: «الروس» . وهو الملك «بلدوين الثاني» .
[٦] تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٨٤ (وتحقيق سويم) ٤٦ (حوادث ٥٢٥ هـ) ، ذيل.