للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بلاطُنُس، وقلعة الجماهرين، وبكّاس، والشّغر، وسَرْمانية [١] ، ودَرْبَسَاك [٢] ، وبغراس، وبرزية.

قال: وعلوّ قلعة برزية خمسمائة ونيِّفٌ وسبعون ذراعا، لأنّها عَلَى سِنِّ جبلٍ شاهق، ومن جوانبها أودية [٣] ، فسلّم دَرْبَسَاك إلى عَلَم الدّين سُلَيْمَان بْن جندر، وهي قلعة قريبة من أنطاكية.

[[مهادنة صاحب أنطاكية]]

ثُمَّ سار يقصد أنطاكية، فراسله صاحبها وقدَّم لَهُ. وكانت العساكر المشرقيَّة قَدْ ضجرت خصوصا عماد الدّين صاحب سِنْجار، فطال عليه المُقام. فهادن السّلطانُ صاحبَ أنطاكية ثمانية أشهر عَلَى أن يُطلق الأسارى.

ودخل إلى حلب فبات بها وعاد إلى دمشق. وأعطى تقي الدّين عُمَر صاحب حماه جَبَلَة واللّاذقيَّة [٤] .

[رواية ابن الأثير عَنْ فتوحات الشمال]

وقَالَ ابن الأثير [٥] : نزل صلاح الدّين تحت حصن الأكراد، وكنت معهم، فأتاه قاضي جَبَلَة مَنْصُور بْن نبيل، وكان مسموع القول عِنْد بيمند صاحب أنطاكية وجَبَلَة، وله الحُرْمة الوافرة، ويحكم عَلَى جميع المسلمين بجَبَلَة ونواحيها، فحملته غيرة الدّين عَلَى قصد السّلطان، وتكفَّل لَهُ بفتح جَبَلَة واللّاذقيَّة والبلاد الشّماليّة، فسار صلاح الدّين معه فأخذ أَنْطَرَطُوس، وسار إلى المَرْقَب وَهُوَ من حصونهم الّتي لا تُرام، ولا تحدّث أحد نفسه بملكه لعُلُوه وامتناعه، ولا طريق إلى جَبَلَة إلّا من تحته.


[١] في الكامل ١٢/ ١٣ «سرمينيّة» ، وتحرّفت في مشارع الأشواق ٢/ ٩٣٨ إلى «شرمانية» بالشين المعجمة، وضبط محقّق الكتاب الشين بالضمّ، وهو غلط.
[٢] تحرّفت إلى «درب شاك» في: مشارع الأشواق ٢/ ٩٣٨.
[٣] مشارع الأشواق ٢/ ٩٣٨.
[٤] الكامل ١٢/ ١٩، ٢٠.
[٥] في الكامل ١٢/ ٧.