للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رواية سبط ابن الجوزي عَنِ ابن يُونُس]

وأمّا أَبُو المظفّر فَقَالَ فِي «المرآة» [١] : أُخذ ابن يُونُس وكان محلوق الرأس، فأُحضر بَيْنَ يدي السّلطان طُغْرُل، فألبسه طرطورا أحمر فِيهِ خلاخل، وَجَعَل يضحك عليه، ولم يرجع إلى بغداد منَ العسكر إلّا القليل، تقطّعوا فِي الجبال، وماتوا جوعا وعطشا، وعمل النّاس الأشعار فيها.

قَالَ: ثُمَّ كتب الخليفة إلى بكتمر صاحب خِلاط ليطلب ابن يُونُس من طُغْرُل، وكان قزل أخو البهلوان قَدْ حشد وجمع، والتقى طُغْرُل عَلَى هَمَذان، فانهزم طُغْرُل [٢] إلى خِلاط ومعه ابن يُونُس، فأنكر عليه بكتمر ما فعله بالوزير وبعسكر الخليفة، فقال: هُمْ بدءوني وبَغَوْا عليّ.

فقال لَهُ: أَطْلِق الوزير. فلم يُمكنه مخالفته فأطلقه، فبعث إِلَيْهِ بكتمر الخيل والمماليك، فردّ الجميع، وأخذ بغلين ببردعتين، وركب هُوَ بغلا وغلامه آخر، وسار فِي زيّ صوفيّ، وقدِم المَوْصِل، فانحدر فِي سفينة متنكّرا.

[العزل عَنْ نيابة الوزارة]

وَفِي ربيع الأوّل عُزل قاضي القضاة أَبُو طَالِب عَنْ نيابة الوزارة.

[[وزارة بغداد]]

وَفِي شعبان وُلّي الوزارةَ ببغداد شهاب الدّين أَبُو المعالي سعيد بن حديدة.


[١] القول غير موجود في المطبوع من: مرآة الزمان حيث سقطت حوادث ٥٨٤ و ٥٨٥ هـ.
[٢] جاء في «آثار الأول في ترتيب الدول» للعبّاسي ص ١٠٤: «ولما حارب السلطان طغرل السلجوقي لقزل أرسلان في المرة الأولى لمخامرة عسكره عليه، انكسر وبقي السلطان أسيرا مع غلمانه راكبا على فرسه والجتر على رأسه، وقد هربت عساكره، وتقدّمت جموعه، ونهبت أثقاله، فتقدّم قزل أرسلان وترجّل عن فرسه وقبّل الأرض بين يديه، وقال له: يا خوند أنت السلطان ونحن عبيد ومماليك وخواجه تاشية نتخاصم مع بعضنا بعض، ونتقاتل ونصطلح، فارجع إلى همذان ونحن بين يديك، ففعل ذلك مدة. وهذا من جميل مقابلة النّعم بالشكر» .