للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والفِضَّة والحديد، والرعيَّة تطالبه بالأمن فِي سربهم، والاستقامة فِي كسْبهم، والسّلامة فِي سُبُلهم، ونفسه الكريمة تطالبه بالجنَّة فهل عدم منَ اللَّه نُصرة؟ أم هَلِ استمرَّت بِهِ عُسْرة؟ أم هَلْ تمَّت لعدوِّه عليه كرَّة؟ هَلْ بات إلّا راجيا؟ أم أصبح إلّا راضيا» ؟.

إلى أن قَالَ: والمشهور أنّ ملك الألمان خرج فِي مائتي ألف، وأَنَّهُ الآن فِي دون خمسة آلاف.

قُلْتُ: وأُنبئِت عَنِ العماد الكاتب قال: ووصلت في مراكب ثلاثمائة إفرنجيَّة من ملاحِهِم الزَّوَاني قَدْ سَبَلْنَ أنفسهنّ لعسكر الفِرَنج تغرية لإسعاف الشّباب من كُلّ تائقة شائقة، مائقة رائقة، رامقة مارِقة، تميس كأَنَّها قضيب، وتزيّنت وعلى لبَّتها صليب، فَتَحْنَ أبواب الملاذّ، وسَبَلْنَ ما بَيْنَ الأفخاذ» .

[العفو عَنِ الملك طُغْرُل]

وَفِي المحرَّم خرجت جيوش بغداد، ومقدّمها نجاح الشّرابيّ إلى دَقُوقا لقتال الملك طُغْرُل، فدخل بعد أيّام ولد طُغْرُل، ابن سبْع سِنين، يطلب العفو لأبيه، فعفا عَنْهُ [١] .

[ولادة ابنين وبنتين فِي بطن واحد]

وأنبأنا ابن البُزُوريّ قَالَ: فِي ربيع الأوّل وُلدت امْرَأَة ابنين وبنتين فِي جوفٍ واحد.

[مقتل آلاف الفِرَنج أمام المصريين]

وَفِي جُمادى الآخرة فِي العشرين منه خرجت جيوش الفِرَنج من وراء خنادقهم، وحملوا عَلَى الملك العادل والمصريّين فالتقوهم، واشتدّ القتال، فتقهقر المصريّون، ودخل الفِرَنج خيامهم ونهبوها، فَكَرَّ المصريّون عليهم فقتلوهم بَيْنَ الخيام، وذهبت فرقة منَ المسلمين، فوقفت على فم الخندق


[١] مرآة الزمان ٨/ ٤٠٠، ٤٠١.