للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جَالسَ عَبْد المؤمن وأولادَه من بعده، وطالت أيّامه وجمع حماسة كبيرة مشهورة بالمشرق والمغرب [١] ، أحسَنَ فيها التّرتيب.

وكان ظريفا صاحب نوادر.

ومن شِعْره فِي المنصور أَبِي يعقوب صاحب المغرب:

إنّ الْإِمَام هُوَ الطّبيبُ وقد شَفَى [٢] ... عِلَلَ البريَّة ظاهرا ودخيلا

حَمَل البسيطَةَ وهي تحملُ شخْصَهُ ... كالرّوح يوجد حاملا محمولا [٣]

وله:

مشى اللَّوْمُ فِي الدّنيا طريدا مشرّدا ... يجوبُ بلادَ اللَّه شرقا ومَغْرِبا

فلمّا أتى فاسا تلقّاه أهلُها ... وقالوا له: أهلا وسهلا ومرحَبَا [٤]

وله مدائح فِي السّلطان عَبْد المؤمن وبنيه.

توفّي سنة بضع وتسعين وخمسمائة وقد جاوز الثّمانين [٥] .

قال تاج الدّين بْن حَمُّوَيْه: أدركته فرأيت شيخا حَسَنًا، قد زاد على العُمْرَيْن، وخضْرم حيث أدرك العَصْرين، وحلبَ من الدّهر الشّطْرين، مدح الكبار، وحصّل أموالا.


[١] سمّاه ابن خلّكان: «صفوة الأدب وديوان العرب» . (وفيات الأعيان ٧/ ١٢) .
[٢] ففي الأصل: «شفا» .
[٣] وفيات الأعيان ٧/ ١٣٧.
[٤] وفيات الأعيان ٧/ ١٣٧.
[٥] وقال الحميري: يقال إنه مدح عبد المؤمن وولده يوسف وولده يعقوب وولده محمدا الناصر ومات عام العقاب، وهو عام تسعة وستمائة. واستوطن مدينة فاس وقرأ بها، وكان لا يسلم أحد من لسانه، وكان مسلّطا على بني الملجوم أعيان فاس واستطرد بهجاء قومه وبلده إليهم فقال:
يا ابن السبيل إذا مررت بتادلي ... لا تنزلنّ على بني غفجوم
قوم طووا طلب السماحة بينهم ... لكنّهم نشروا لواء اللوم
يا ليتني من غيرهم ولو أنني ... من أهل فاس من بين الملجوم
(الروض المعطار ١٢٧، ١٢٨، وانظر ١٦٣) .