للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنة سبع وستمائة]

[عصيان سنجر الناصري والقبض عَلَيْهِ]

فيها عَصَى قُطْب الدّين سنجر النّاصريّ بتُسْتَر بعد موت طاشتكين أمير الحاجّ وهو حموه، فأرسل إِلَيْهِ الخليفة النّاصر عزّ الدّين نجاح الشّرابيّ، والوزير مؤيَّد الدّين القمّيّ نائب الوزارة، فلمّا قربوا من ششتر [١] هرب سنجر بأمواله وأهله إِلى صاحب شيراز أتابك موسى، فحلف لَهُ أن لا يسلمه، ثُمَّ غدر بِهِ وأسره وأخذ أمواله وفسقَ بنسائه، ثُمَّ بعثَهُ مُقَيَّدًا، فأُدخل بغداد عَلَى بَغل [٢] .

[[الإجازة للناصر لدين الله]]

وفيها أظهر النّاصر لدين الله الإِجازة الّتي أُخذت لَهُ من الشّيوخ، وخَرَّجَ عنهم جزءا أو خُرِّجَ لَهُ، وهو المسمَّى ب «روح العارفين» ، وأجازَهُ للأكابر، فكتبَ: «أجزْنا لهم ما سألوا عَلَى شرط الإِجازة الصّحيحة، وكتبَ العبد الفقير إِلى الله أَبُو العَبَّاس أَحْمَد أمير المؤمنين» . وسلّمت إجازة الشّافعيّة إِلى الإِمام ضياء الدّين عَبْد الوَهّاب بْن سُكَيْنَة المُتَوَفَّى في هذه السّنة، وإجازة الحنفيَّة إِلى ضياء الدّين أَحْمَد بْن مسعود التُركستانيّ، وإجازة الحنبليَّة إِلى عماد الدّين نصر بْن عَبْد الرّزّاق الجيليّ، وإجازة المالكيَّة إِلى تقيّ الدّين عليّ بن جابر المغربيّ التّاجر [٣] .


[١] هي تستر، وهذا لفظ آخر لها، وهي تلفظ اليوم هكذا بالشين المعجمة، وهي مدينة بالأحواز.
[٢] انظر خبر (سنجر) في: الكامل في التاريخ ١٢/ ٢٨٩، ٢٩٠، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢/ ٥٤٤، والعسجد المسبوك ٢/ ٣٣٣، ٣٣٤.
[٣] انظر خبر (الإجازة) في: ذيل الروضتين ٦٩، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢/ ٥٤٣، ٥٤٤.