للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأمر بقراءة «مُسْنَد» الإمام أَحْمَد]

وفيها أمر الخليفة بأن يُقرأ «مُسْنَد» الإمام أَحْمَد بمشهد موسى بْن جَعْفَر بحضرة صفيّ الدّين مُحَمَّد بْن سعد المُوسويّ بالإِجازة لَهُ من النّاصر لدين الله [١] .

[نهْب الركْب العراقي]

وفيها نُهِبَ الرَّكْب العراقيّ، وكان أميرهم علاء الدِّين مُحَمَّد بْن ياقوت.

وحجّ من الشّام الصّمصام إسْمَاعيل النَّجميّ بالنّاس، وفيهم ربيعة خاتون أخت العادل، فوثبت الإسماعيليَّة بمِنَى عَلَى ابن عمّ قَتادة أمير مكَّة، وكان يشبه قَتَادة، فظنّوه إياه فقتلوه عند الجمْرة، وثار عَبيد مكَّة وأوباشها، وصعدوا عَلَى جبل مِنى، وكَبّروا، ورموا النّاس بالمقاليع والنّشّاب، ونهبوا النّاس، وذلك يوم العيد وثانيه، وقتلوا جماعة، فَقَالَ ابن أَبِي فراس لابن ياقوت: أرحل بنا، فلمّا حصلت الأثقال عَلَى الْجِمال حمل قتادة وعَبِيدة فأخذوا الركْب، وقَالَ قتادة: ما كَانَ المقصود إلّا أَنَا، والله لا أبقيت من حجّ العراق أحدا. وهربَ ابن ياقوت إِلى ركْب الشّاميّين، واستجار بربيعة خاتون، ومعه أمّ جلال الدّين صاحب الألموت، فأرسلت ربيعة إِلى قتادة رسالة مَعَ ابن السّلّار تَقُولُ لَهُ: ما ذنْب النّاس، قد قتلت القاتل، وجعلت ذَلِكَ سببا إِلى نهْب المسلمين، واستحللت دماءهم في الشّهر الحرام والحرم، وقد عرفت مَن نحن، والله لَئِنْ لم تنته لأفعلنّ وأصنعنّ. فجاء إِلَيْهِ ابن السّلّار وخوّفه وقال: ارجع عَنْ هذا وإلّا قصدك الخليفة من العراق ونحن من الشّام. فكَفَّ وطلب مائة ألف دينار، فجُمِعَ ثلاثون ألفا من العراقيّين، وبقي النّاس حول مخيّم ربيعة بين قتيلٍ وجريح، وجائع ومنهوب، وقال قتادة: ما فعل هذا إلّا الخليفة، ولئن عاد أحد حجّ من بغداد لأقتلنّ الجميع.


[ () ] أخبار البشر ٣/ ١١٤، والكامل في التاريخ ١٢/ ٢٩٨، والعسجد المسبوك ٢/ ٣٣٨، والبداية والنهاية ١٣/ ٦٢، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢/ ٥٥٥.
[١] انظر خبر (المسند) في: ذيل الروضتين ٧٨، ومرآة الزمان ج ٨، ق ٢/ ٥٥٦.