للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ردّ الظافر من الحج]

وفيها قَدِمَ المَلِك الظّافر خضر ابن السلطان صلاح الدّين من حلب ليحجّ، ورحل بالرَّكْب من بُصْرَى، فسلكوا طريق تَيْماء، فدخلوا المدينة وأحرم بالحجّ، فلمّا وصل إِلى بدر رُدَّ من الطّريق.

قَالَ أَبُو المظفَّر السِّبْط [١] : كَانَ يعقوب ابن الخيّاط معه، فلمّا وصل إِلى بدر وَجَد عسكر الكامل ابن عمّه قد سبقه خوفا عَلَى اليمن، فقالوا لَهُ: ترجع.

فَقَالَ: قد بقي بيني وبين مكَّة مسافة يسيرة، والله ما قصْدي اليمن، فقيِّدوني واحتاطوا بي حتّى أحجّ وأرجع! فلم يلتفتوا إِلَيْهِ وردّوه، قَالَ يعقوب:

ورجعت معه ولم أحجّ.

قَالَ أَبُو شامة [٢] : وحكى لي والدي، وكان قد حجّ معهم، قَالَ: شُقّ عَلَى النّاس ما جرى عَلَيْهِ، وأراد كثير منهم أن يقاتلوا الّذين صدّوه عَنِ الحجّ، فنهاهم وفعلَ ما فعلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين صُدّ عَنِ البيت، فقَصَّر عَنْ شَعْره، وذبح ما تيسّر، ولبس ثيابه، ورجع وعيون النّاس باكية، ولهم ضجيج لأجله [٣] .

[[خندق حلب]]

وفيها حُفر خندق حلب، فظهر قِطَع ذَهَب وفضَّة، فكان الذَّهَب نحو عشرة أرطال صوريّ، والفضَّة بضعة وستّين رِطْلًا، وكان عَلَى هيئة اللّبن [٤] .


[ () ] ج ١ ق ١/ ١٧٧.
[١] في مرآة الزمان ج ٨ ق ٢/ ٥٦٤.
[٢] في ذيل الروضتين ٨٣.
[٣] وانظر الخبر أيضا باختصار في: البداية والنهاية ١٣/ ٦٥ والسلوك ج ١ ق ١/ ١٧٧، ١٧٨، ونهاية الأرب ٢٩/ ٦٣، ٦٤.
[٤] انظر خبر (الخندق) في: ذيل الروضتين ٨٤، والسلوك ج ١ ق ١/ ١٧٨.