للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخطا والتَّتار، وقد خامَرَ عَلَيْهِ عَسْكره، فسارَ إلى بُخَارَى، فاجتمع المذكوران بولده جلال الدّين، فأخبرهما بوفاة العادل الَّذِي أرسلهما. وَكَانَ الخطيب قد استناب ابنهُ يُونُس ولم تكن لَهُ أهليَّة، فوُلِّيَ الموفّق عُمَر بن يوسف خطيب بيت الْأبار إلى أن يقدم الدَّولعيّ.

[[ضمان الخمر بدمشق]]

وفي رجب أدار الملك المُعَظَّم المُكوس والخُمور وما كَانَ أَبُوه أبْطَلَه، فَقِيلَ: إنّه ضمّن الخمر بدمشق والخنا [١] بثلاثمائة ألف درهم. قَالَ أَبُو المُظَفَّر [٢] :

فَقُلْتُ لَهُ: قد خلفت سيف الدّين غازي ابن أخي نور الدِّين، فَإِنَّهُ كذا فعل لَمَّا مات نور الدّين. فاعتذر بقلَّة المال ودفع الفرنج، ثمّ سار إلى بانياس وتبنين، وراسل الصَّارمَ متولّي تِبنِين، بأن يُسَلِّم الحصونَ، فأجابه، وخرّب بانياس وتبنين، وقد كانت قُفْلًا للبلاد وملجأ للعباد، وأعطى جميع الّتي كانت لسركس لأخيه العزيز عُثْمَان، وزَّوجه بابنة سركس، وأظهْرَ أَنَّهُ ما خَرَّب هَذَا إِلَّا خوفا من استيلاء الفرنج.

[تغلّب الكامل عَلَى الفرنج بدمياط]

وبعث الكامل إِلَيْهِ يستنجد به، وعدّى الفرنج دمياط، فأخلى لهم العساكر الخيامَ فطَمِعُوا، ثُمَّ عادَ عليهم الكامل فطَحَنَهُم وقتلَ خلْقَا، فعادوا إلى دِمياط [٣] .

[[وفاة كيكاوس]]

وفيها تُوُفِّي صاحب الرّوم كيكاوس، وَكَانَ ظالما، فاتكا، جبّارا، فاسقا [٤] .


[١] الخنا: الفحش.
[٢] في مرآة الزمان ج ٨ ق ٢/ ٥٩٧.
[٣] نهاية الأرب ٢٩/ ٨٧، الكامل في التاريخ ١٢/ ٣٥٢، ٣٥٣.
[٤] قيل إنه مات هذه السنة، وقيل في السنة التالية. ولهذا سيذكره المؤلّف- رحمه الله- مرتين، برقم (٣٢١) و (٤٠٠) ، وسأذكر هناك مصادره.