للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يحرّم الزّنا، فَحَدَّثَتْ بِذَاكَ الْمَرْأَةُ عَنْ تَابِعِهَا مِنَ الْجِنِّ، فَكَانَ أَوَّلَ خَبَرٍ تُحَدِّثُ بِهِ بِالْمَدِينَةِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزَّمِّيُّ [١] : ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بن عمرو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَوَّلُ خَبَرٍ قَدِمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ أَنَّ امْرَأَةً كَانَ لَهَا تَابِعٌ، فَجَاءَ فِي صُورَةِ طائر حتى وقع على حائط دراهم، فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: انْزِلْ، قَالَ: لَا، إِنَّهُ قد بعث بمكة نبيّ يحرّم الزّنا، قَدْ مَنَعَ مِنَّا الْقَرَارَ.

وَفِي الْبَابِ عِدَّةُ أَحَادِيثَ عَامَّتُهَا وَاهِيَةُ الأَسَانِيدِ.

انْشِقَاقُ الْقَمَرِ

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ ٥٤: ١- ٣ [٢] . قَالَ شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: إِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فَأَرَاهُمُ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ مَرَّتَيْنِ. أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ شَيْبَانَ، لَكِنْ لَمْ يَقُلِ الْبُخَارِيُّ (مَرَّتَيْنِ) [٣] .

وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ مِثْلَهُ، وَزَادَ (فَانْشَقَّ فِرْقَتَيْنِ مَرَّتَيْنِ) [٤] . وَلِلْبُخَارِيِّ نَحْوٌ مِنْهُ، عَنِ ابْنِ أَبِي عروبة، عن قتادة. وأخرجاه


[١] الزّمّي: بفتح الزاي وتشديد الميم، نسبة إلى زم، وهي بليدة على طرف جيحون (اللباب لابن الأثير ٢/ ٧٦.
[٢] أول سورة القمر.
[٣] صحيح البخاري ٤/ ١٨٦ باب سؤال المشركين أن يريهم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم آية فأراهم انشقاق القمر، وتفسير سورة القمر ٦/ ٥٣ ومسلّم (٢٨٠٢) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب انشقاق القمر، وأحمد في المسند ١/ ٣٧٧ و ٤١٣، و ٤٤٧ و ٣/ ٢٧٥ و ٢٧٨ و ٤/ ٨٢.
[٤] صحيح مسلّم (٢٨٠٢/ ٤٧) كتاب صفات المنافقين.