للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تحريض البابا عَلَى قتل الإمبراطور]

وفيها وصلت الأخبار أنّ البابا طاغوت النَّصرانيّة غضب عَلَى الأنبرورَ [١] وعامل خواصَّه الملازمين لَهُ عَلَى قتْله، وكانوا ثلاثة. وقال لهم: قد خرج الأنبرور [٢] عَن دين النّصرانية ومال إلى المسلمين فاقتلوه وخُذوا بلاده لكم.

وأعطى أحدهم صَقَلّية، والآخر بغفاته، والآخر بوليه. وهذه الثلاثة مملكة الأنبرور، فكتب مناصحوا الأنبرور إِلَيْهِ بذلك، فعمد إلى مملوكٍ لَهُ فجعله عَلَى سرير المُلْك مكانه وأظهر أنّه هُوَ وأنّه قد شرب شربة، فجاء الثّلاثة يعودونه والأنبرور فِي مجلس ومعه مائة بالسّلاح. فأمّا الثلاثة فإنّهم رأوا قتل الأنبرور فرصة لكونه ضعيفا من الدّواء فحطّوا عَلَيْهِ، وهو مُغَطّى الوجه، بالسّكاكين فقتلوا الغلام، فخرج عليهم المائة فقبضوا عليهم، وذبحهم الأنبرور بيده وسَلَخَهم [٣] ، فلمّا بلغ البابا بعث إلى قتاله جيشا، والخُلف بينهم واقع [٤] .

[تسلّم نجم الدين قلعة الصبيبة وحصن الصلت]

وفيها تسلَّم السّلطان نجم الدّين أيّوب [٥] قلعة الصُّبَيْبة من ابن عمّه الملك السّعيد بْن الملك العزيز [٦] ، ثمّ أخذ حصن الصّلت من النّاصر [٧] .


[١] في الأصل: «الأنبروز» بالزاي. وهو الإمبراطور فردريك الثاني إمبراطور الدولة الرومانية.
قال ابن أيبك الدواداريّ إنه كان مناصحا لسلطان مصر، وقد حذّره من ريد فرانس حين قدم لأخذ دمياط. انظر: الدر المطلوب ٣٦٥، ٣٦٦، والتصحيح من: المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٠٤.
وتصحف في: البداية والنهاية ١٣/ ١٧١ إلى: «الأبدور» .
[٢] في المرآة: «وحشا جلودهم تبنا» .
[٣] مرآة الزمان ج ٨ ق ٢/ ٧٦٢، ٧٦٣، المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٠٤، البداية والنهاية ١٣/ ١٧١.
[٤] في المطبوع من: المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٠٤ «نجم الدين حسن» ، وهو وهم.
[٥] الصّبيبة: من عمل دمشق ويقع بجوار مدينة نابلس. (نخبة الدهر في عجاب البر والبحر ٢٠٠) وقد تحرّفت في مرآة الجنان ٤/ ١١٢ إلى: «الصينية» .
[٦] سيعاد هذا الخبر في السنة التالية.
[٧] ذيل الروضتين ١٧٩، نهاية الأرب ٢٩/ ٣٢٥، مفرّج الكروب ٥/ ٣٦٤، دول الإسلام