للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كُلُّ قَبِيلَةٍ بِنَاحِيَةٍ مِنَ الثَّوْبِ، ثُمَّ ارْفَعُوهُ جَمِيعًا» ، فَفَعَلُوا، حَتَّى إِذَا بَلَغُوا بِهِ مَوْضِعَهُ وَضَعَهُ هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ وبني عليه [١] .

[حديث الحمد]

وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحُلُمَ أَجْمَرَتِ امْرَأَةٌ الْكَعْبَةَ فَطَارَتْ شَرَارَةٌ مِنْ مَجْمَرَتِهَا فِي ثِيَابِ الْكَعْبَةِ فَاحْتَرَقَتْ، فَهَدَمُوهَا حَتَّى إِذَا بَنَوْهَا فَبَلَغُوا مَوْضِعَ الرُّكْنِ اخْتَصَمَتْ قُرَيْشٌ فِي الرُّكْنِ أَيُّ الْقَبَائِلِ تَضَعُهُ [٢] ؟ قَالُوا: تَعَالَوْا نُحَكِّمُ أَوَّلَ مَنْ يَطْلُعُ عَلَيْنَا [٣] فَطَلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غُلَامٌ عَلَيْهِ وِشَاحُ نَمِرَةَ [٤] فَحَكَّمُوهُ فَأَمَرَ بِالرُّكْنِ فَوُضِعَ فِي ثَوْبٍ، ثُمَّ أَخَذَ سَيِّدُ كُلِّ قَبِيلَةٍ بِنَاحِيَةٍ مِنَ الثَّوْبِ [٥] ، ثُمَّ ارْتَقَى هُوَ فَرَفَعُوا إِلَيْهِ الرُّكْنَ، فَكَانَ هُوَ يَضَعُهُ، ثُمَّ طَفِقَ لَا يَزْدَادُ عَلَى السِّنِّ إِلَّا رِضًا حَتَّى دَعَوْهُ الْأَمِينَ، قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ وَحْيٌ، فَطَفِقُوا لَا يَنْحَرُونَ جَزُورًا إلّا التمسوه فيدعو لهم فيها [٦] .


[١] انظر سيرة ابن هشام ١/ ٢٢١- ٢٢٨، والسير والمغازي لابن إسحاق ١٠٣- ١٠٨ ونهاية الأرب ١٦/ ٩٩- ١٠٣ طبقات ابن سعد ١/ ١٤٥، ١٤٦، عيون الأثر ١/ ٥١- ٥٢، تاريخ الطبري ٢/ ٢٨٦- ٢٩٠، السيرة لابن كثير ١/ ٢٧٣، ٢٧٤ و ٢٧٦- ٢٨١، أخبار مكة ١/ ١٥٨- ١٦٤.
[٢] في أخبار مكة للأزرقي ١/ ١٥٩ وسيرة ابن كثير ١/ ٢٧٤ «تلي رفعه» .
[٣] في أخبار مكة «يطلع علينا من هذه السكة فاصطلحوا على ذلك» .
[٤] قال ابن الأثير في النهاية: «كل شملة مخطّطة من مآزر الأعراب فهي نمرة» .
[٥] العبارة عند الأزرقي وابن كثير: «ثم أمر (ثم أخرج) سيد كل قبيلة فأعطاه ناحية من الثوب» .
[٦] انظر: أخبار مكة للأزرقي ١/ ١٥٨- ١٥٩ سيرة ابن كثير ١/ ٢٧٤، المعرفة والتاريخ ٣/ ٢٥٢، ٢٥٣.
وقال: هذا سياق حسن وهو من سير الزهري.
وفيه من الغرابة قوله: «فلما بلغ الحلم» والمشهور أن هذا كان ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم عمره خمس وثلاثون سنة، وهو الّذي نصّ عليه محمد بن إسحاق بن يسار رحمه الله» .
وانظر نحو هذا الحديث في المصنّف لعبد الرزاق ٥/ ١٠٠، ١٠١، رقم ٩١٠٤.