للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رثاء إبراهيم بْن المهديّ للأمين

ولما بلغ إبراهيم بن المهدب قتْلُ محمد، وأنّ جثته جُرَّت بحبلٍ بكى طويلا، ثمّ قَالَ:

عُوجا بمغْنَى طلل [١] داثرٍ ... بالخُلْد ذات الصخر والأجُرِ

والمَرْمَر المسنونِ [٢] يُطلَى بِهِ ... والبابِ باب الذَّهَب الناضرِ [٣]

وأبلِغا عنِّي مقالا إلى ... المولى عَنِ [٤] المأمور وَالآمِرِ

قولا لَهُ: يا ابنَ وليّ الهُدى [٥] ... طهّر بلاد الله مِن طاهرِ

لم يكفه أن جَزَّ [٦] أوداجَه ... ذَبْحَ الهدَايا بمُدَى الجازرِ

حتى أتى تُسحبُ [٧] أوصاله [٨] ... في شَطَنٍ يُفْني بِهِ السّائِرِ [٩]

قد برد الموتُ عَلَى جفنه [١٠] ... فطرفُه منكسِرُ الناظرِ

[١١] وبلغ ذَلِكَ المأمونَ فاشتدّ عَلَيْهِ.

وثوب الْجُنْد بطاهر

ثمّ إنّ طاهرًا صلّي بالناس يوم الجمعة، وخطبهم خطبةً بليغة. ثمّ إنّ الْجُنْد وثبوا بِهِ للأرزاق، ولم يكن في يديه مال، وضاق بِهِ أمره، فخشي وهرب مِن البُستان، وانتهبوا بعض متاعه، وأحرق الْجُنْد باب الأنبار، وحملوا السلاح يومهم. ومن الغد نادوا: «موسى يا منصور» . ثمّ تعبّى طاهر ومن معه


[١] هكذا عند الطبري، وفي الكامل «الطلل» .
[٢] في الكامل «المنسوب» ، وفي نسخة «المنصوب» .
[٣] زاد الطبري، وابن الأثير بعده بيتا هو:
عوجا بها فاستيقنا عندها ... على يقين قدرة القادر
[٤] عند الطبري، وابن الأثير: «على» .
[٥] في الكامل: «قولا له يا ابن أبي الناصري» .
[٦] في تاريخ الطبري، والكامل «حزّ» وفي نسخة للكامل مثل ما هنا.
[٧] عند الطبري وابن الأثير «يسحب» .
[٨] في الكامل «أوداجه» .
[٩] في تاريخ الطبري: «في شطن يفني مدى السائر» وفي الكامل «في شطن هذا مدى السائر» .
[١٠] عند الطبري، وابن الأثير: «جنبه» .
[١١] الأبيات في تاريخ الطبري ٨/ ٤٨٩، والكامل ٦/ ٢٨٨.