للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأسواق، وأتوا محمد بْن جعفر وقالوا: والله لنخلعنّك، ولنقتلنّك، أو لُتردنّ هذا الغلام الَّذِي أخذه ابنك جهرةً.

فقال: والله ما علمتُ.

وأمَرَ حُسَيْنًا أن يذهب إلى ابنه، فقال: إنّك والله لَتَعلم أنّي لا أقوى عَلَى ابنك، وأخاف محاربته.

فقال محمد بْن جعفر لأهل مكة: أمّنوني حتى أركب إليه، فأمّنوه، فركب حتى صار إلى ابنه وأخذ الغلام، فسلّمه إلى أهله [١] .

وبعد قليل أقبل إِسْحَاق بْن موسى بْن عيسى بْن موسى بْن محمد العبّاسيّ فارًا عَنِ اليمن، لِتَغَلُّب إبراهيم بْن موسى بْن جعفر عليها، فنزل المُشَاش فاجتمع العلويّون إلى محمد بْن جعفر فقالوا: قد رأينا أن نُخَنْدِق علينا بأعلي مكّة. ثمّ حشدوا الأعراب، فقاتلهم إِسْحَاق أيامًا، ثمّ كرِه الحربَ وطلب العراق. فلقِيه ورقاء [٢] بْن جميل في جُنْدٍ، فقال: ارجعْ بنا إلى مكّة، فرجع.

واجتمع إلى محمد غَوْغاءَ أهل مكّة، وسُودان أهل المياه والأعراب، فعَبّأهم ببئر ميمون، وأقبل ورقاء وإسحاق بْن موسى بمن معهم مِن القُوّاد والْجُنْد فالتقوا وقُتِل جماعة. ثمّ تحاجزوا ثمّ التقوا مِن الغد، فانهزم محمد وأهل مكّة. وطلب محمد الأمان، فأجابوه إِلَيْهِ، ثمّ نزح عَنْ مكّة، ودخلها إِسْحَاق وورقاء في جُمَادَى الآخرة [٣] .

ذكر تفرُّق الطالبيّين عَنْ مكّة

وتفرّق الطالبيّون عَنْ مكّة كلّ قوم ناحية، فأخذ محمد ناحية جُدّة، ثمّ


[١] تاريخ الطبري ٨/ ٥٣٨، الكامل في التاريخ ٦/ ٣١٢، نهاية الأرب ٢٢/ ١٩٨، تاريخ ابن خلدون ٣/ ٢٤٤.
[٢] هكذا في الأصل، وتاريخ الطبري- أما في: الكامل في التاريخ، وتاريخ ابن خلدون وغيرهما: «رجاء» .
[٣] تاريخ الطبري ٨/ ٥٣٨، ٥٣٩، العيون والحدائق ٣/ ٣٤٩، نهاية الأرب ٢٢/ ١٩٨، الكامل في التاريخ ٦/ ٣١٢.