للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاعطاه إبراهيم فيما قِيلَ خاتم ياقوت لَهُ قيمة. فلمّا رأى الخاتم استراب وقال: هذا خاتم من لَهُ شأن، فرفعهنّ إلى صاحب الجسر، فبدت لحية إِبْرَاهِيم فعرفه، وذهب بِهِ إلى المأمون. فلمّا كَانَ في الغد، وحضر الأمراء أقعده والمقنعة في رقبته والملحفة عَلَى جسده يوهنه بذلك.

ثمّ إنّ الحَسَن بْن سهل كلّمه فيه، فرضي عَنْهُ [١] .

وقيل إنّ المأمون استشار الملأ في إبراهيم، فقال بعضهم: اقطَعْ أطرافه، وقال بعضهم: اصلُبْه.

وقال أحمد بْن أَبِي خَالِد: إنّ قتلته وجدت مثلك قتل مثله كثيرًا [٢] ، وإنْ عفوت لم تجد مثلك عفا عَنْ مثله. وإنّما أحب إليك [٣] . وكان سنّه ثمانية [٤] وستين، فصيَّره عند أحمد بْن أَبِي خَالِد في سَعَة، وعنده أُمُّه وعياله. وكان يركب إلى المأمون ومعه قائدان يُحيطانه.

وأمّا إبراهيم بْن عَائِشَةَ ومن معه في الحبس فإنهم همّوا بنقْب السجن، وسدّوا بابه من عندهم. فركب المأمون بنفسه، فدعا بإبراهيم وسأله [٥] فأقرّ، وقتلهم صبرًا وصُلْبوا عَلَى الجسر [٦] .

[[زواج المأمون ببوران]]

وفيها في رمضان سار الخليفة المأمون إلى واسط، [٧] ودخل بُبوران بنت


[١] تاريخ الطبري ٨/ ٦٠٣، العيون والحدائق ٣/ ٣٦٥، الكامل في التاريخ ٦/ ٣٩٢، نهاية الأرب ٢٢/ ٢١٥، البداية والنهاية ١٠/ ٢٦٤، وفي تاريخ اليعقوبي ٢/ ٤٥٨ إن الظفر بإبراهيم بن المهديّ كان في أول سنة ٢٠٨ هـ، وانظر: البدء والتاريخ ٦/ ١١٣، وتاريخ مختصر الدول ١٣٥.
[٢] في الأصل «كثير» .
[٣] انظر تاريخ اليعقوبي ٢/ ٤٥٨، ٤٥٩، وبغداد لابن طيفور ١٠٥.
[٤] في الأصل «ثمان» .
[٥] في الأصل «وسئلته» .
[٦] في الأصل «فقرّ» .
[٧] تاريخ الطبري ٨/ ٦٠٣، ٦٠٤.