للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومهديّ بن جعفر الرَّمْليّ.

[[ذكر قتال الأعراب حول المدينة]]

وفيها عاثت الأعراب حول المدينة، فسار لحربهم بُغا الكبير، فدوّخهم وأسرَ وقتل فيهم. وكان قد حاربهم حمّاد بن جرير الطبريّ القائد، فقُتِل هو وعامّة أصحابه، واستباحوا عسكره.

وحَبَس بُغا منهم في القيود بالمدينة نحو ألف نفس، فنقبوا الحبْس، فأخبرت بهم امرأة، فأحاط [١] بهم أهل المدينة وحصروهم يومين، ثمّ برزوا للقتال بُكرةً. وكان مقدّمهم عُزيزة السّلميّ، فكان يحمل ويرتجز.

لا بدّ من رحِم وإنْ ضاق البابْ ... وإني أنا عُزيزة بن قطّابْ

الموت خيرٌ للفتى مِن العذابْ.

وكان قد فكّ قيده وهو يقاتل به يومَه. ثمّ قُتِلَ، وقُتِلَتْ عامّة بني سليم، وقتل جماعة من الأعراب [٢] .


[١] في الأصل: «فأحاطوا بهم» وهو غلط نحوي.
[٢] تاريخ اليعقوبي ٢/ ٤٨٠، تاريخ الطبري ٩/ ١٢٩- ١٣١، الكامل في التاريخ ٧/ ١٣، نهاية الأرب ٢٢/ ٢٦٣، ٢٦٤، البداية والنهاية ١٠/ ٣٠٢، النجوم الزاهرة ٢/ ٢٥٧.