للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان معروفًا بالنّصب [١] ، فتألّم المسلمون لذلك، وكتب أهل بغداد شتْمَه على الحيطان والمساجد، وهجاهُ الشعراء [٢] ، دِعْبِل، وغيرُه.

وفي ذلك يقول يعقوب بْن السِّكّيت، وقيل هي للبسّاميّ عليّ بْن أحمد، وقد بقي إلى بعد الثلاثمائة:

باللَّه إن كانت أمية قد أتت ... قَتْلَ ابنِ بنت نبيّها مظلوما

فلقد أتاهُ بنو أبيه بِمثله ... هذا لَعَمْرُكَ [٣] قبره مهدوما

أسِفُوا على أن لا يكونوا شارَكوا ... في قتله، فتتبَّعوهُ رميما [٤]

[غزوة علي بْن يحيى الصائفة]

وفيها غزا عليّ بْن يحيى الصّائفة في ثلاثة آلاف فارس، فكان بينه وبين ملك الروم مصاف، انتصر فيه المسلمون، وقُتِلَ خلقٌ من الروم، وانْهَزَمَ ملكهم في نَفَرٍ يسير إلى القسطنطينية. فسار الأميرُ عليّ، فأناخ على عَمُّورِيَة، فقاتل أهلها، وأخذها عُنْوَةً، وقتل وأسر، وأطلق خلْقًا من الأسر، وهَدَم كنائسها، وافتتح حصن الفطس [٥] ، وسبى منه نحو عشرين ألفًا [٦] .


[ () ] الدول ١٤٢، نهاية الأرب ٢٢/ ٢٨٢، المختصر في أخبار البشر ٢/ ٣٨، البداية والنهاية ١٠/ ٣٦٥.
[١] النّصب، من النواصب، وهي تسمية أطلقها شيعة علي على المتشدّدين من السّنّة الذين انتصبوا لمهاجمتهم، كما أطلق السّنّة على المتشدّدين من الشيعة اسم: الروافض. وانظر عن شديد انحراف المتوكل عن الشيعة في: الفخري لابن طباطبا ٢٣٧، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي ٢٢٦، ومآثر الإنافة للقلقشندي ١/ ٢٣٠، ٢٣١، وتاريخ الخلفاء ٣٤٧، والنجوم الزاهرة ٢/ ٢٨٤.
[٢] تاريخ الخلفاء ٣٤٧، النجوم الزاهرة ٢/ ٢٨٤.
[٣] في تاريخ الخلفاء: «لعمري» .
[٤] تاريخ الخلفاء ٣٤٧.
[٥] لم أقف على موضعه وصحته.
[٦] الخبر بإيجاز في تاريخ حلب للعظيميّ ٢٥٦، وهو في كتاب «المنتظم» لابن الجوزي، انظر الورقة الأولى من القسم الثاني المخطوط الموجود بدار الكتب المصرية (رقم ١٢٩٦ تاريخ) ، وعنه نقل النويري في نهاية الأرب ٢٢/ ٢٨٢، ٢٨٣، النجوم الزاهرة ٢/ ٣٠٠.