للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخو عكّاشة بن مِحصَن الأسدي.

شهد هو وابنه سِنان بدْرًا. ودُفن بمقبرة بني قُرَيْظة التي يتدافن بِهَا من نزل دُورهم من المسلمين. وعاش أربعين سنة. ومنهم من قَالَ: بقي إلى أن بايع تحت الشَّجرة.

إسلام ابني سَعْيَة وأسد بْن عُبَيْد

قَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عاصم بْن عُمَر بْن قَتَادَة، عَنْ شيخ [من] [١] بني قُرَيْظة قَالَ: هل تدري عَمَّ كَانَ إسلامُ ثَعْلَبَة وأسد [٢] ابني سَعْيَة، وأسد بْن عُبَيْد، نفر من هَدْل [٣] ، لم يكونوا من بني قُرَيْظة ولا نَضير، كانوا فوق ذَلِكَ [٤] ، قلت: لا. قَالَ: إنّه قدِم علينا رَجُل من الشام يهوديّ، يقال لَهُ ابن الهَيْبَان، ما رأينا خيرًا منه. فكنّا نقول إذا احتبس المطر: استسْق لنا. فيقول: لا والله، حتى تُخْرِجوا صدقة صاعٍ من تمر أو مُدَّيْن [من] شعير. فنفعل، فيخرج بنا إلى ظاهر حرّتنا. فو الله ما يبرح مجلسه حتى تمرّ بنا الشِّعاب بسيل. وفعل ذَلِكَ غير مرّة ولا مرتين. فلما حضرته الوفاة قَالَ: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، مَا تَرَوْنَهُ أَخْرَجَنِي مِنْ أَرْضِ الْخَمْرِ وَالْخَمِيرِ إِلَى أَرْضِ الْبُؤْسِ والجوع؟ قُلْنَا: أنت أعلم. قَالَ: أخرجني نبيُّ أتوقّعه يُبعث الآن فهذه البلدة مُهَاجره، وإنّه يُبعث بسفك الدماء وسبي


[١] زيادة لازمة لصحّة العبارة.
[٢] ويقال: أسيد (بفتح الهمزة وكسر السّين) وأسيد (بضم الهمزة وفتح السّين) . قال ابن ماكولا: «أسيد بن سعية القرظي أسلم وأخوه ثعلبة وحسن إسلامهما» الإكمال ١/ ٥٣.
انظر: أسد الغابة (١/ ٨٥ و ١١٠) ، والإصابة (١/ ٣٣ و ٤٩) .
[٣] الهدل- بالدال المهملة- هم إخوة قريظة، على ما في اللباب ٣/ ٣٨٢ وتبصير المنتبه.
[٤] عند ابن هشام ٣/ ٢٦٩ «نسبهم فوق ذلك هم بنو عم القوم» .