للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها وزير المأمون وحموه أبو محمد الحسن بن سهل، وله سبعون سنة، وكان سمحا إلى الغاية جوادا ممدّحا. يقال: إنه أنفق على عرس بنته بوران على المأمون أربعة آلاف ألف دينار.

قال ابن الأهدل: الحسن بن سهل السّرخسيّ- وسرخس مدينة من خراسان [١]- وكان موته لغلبة المرّة السوداء لشدة حزنه على أخيه الفضل حين قتل معافصة [٢] في الحمام، وكان عالي الهمّة ممدّحا، ودام في الوزارة كأخيه مدة طويلة، وفيهما قال الشاعر:

تقول حليلتي لمّا رأتني ... أشدّ مطيّتي من بعد حلّ

أبعد الفضل ترتحل المطايا ... فقلت نعم إلى الحسن بن سهل [٣]

انتهى.

وفيها مصعب بن عبد الله بن مصعب، الحافظ أبو عبد الله الأسديّ الزّبيريّ المدنيّ النسابة الأخباريّ. سمع مالكا وطائفة.

قال الزّبير: كان عمّي مصعب وجه قريش، مروءة، وعلما، وشرفا، وبيانا، وقدرا، وجاها. وكان نسّابة قريش. عاش ثمانين سنة، وكان ثقة.

وفيها هدبة بن خالد القيسيّ البصريّ أبو خالد الحافظ. سمع حمّاد ابن سلمة، ومبارك بن فضالة، والكبار، فأكثر.

قال عبدان الأهوازي: كنا لا نصلي خلف هدبة مما يطوّل. كان يسبّح في الركوع والسجود نيفا وثلاثين تسبيحة، وكان من أشبه خلق الله بهشام بن عمّار، لحيته ووجهه وكل شيء منه حتّى صلاته.


[١] انظر «معجم البلدان» لياقوت (٣/ ٢٠٨- ٢٠٩) .
[٢] العفاص: غلاف يغطّى به رأس القارورة من جلد أو خرقة أو غير ذلك. كناية عن أنه خنق خنقا. انظر «لسان العرب» (عفص) ، و «المعجم الوسيط» (٢/ ٦١١) .
[٣] البيتان في «غربال الزمان» للعامري ص (٢٢٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>