للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن الأهدل: كان عالما، جوادا، ممدّحا، معتزليا، وكان له القبول التام عند المأمون والمعتصم، وهو أول من بدأ الخلفاء بالكلام وكانوا لا يكلّمون حتّى يتكلموا، وبسببه وفتياه امتحن الإمام أحمد وأهل السّنّة بالضرب والهوان على القول بخلق القرآن، وابتلي ابن أبي دواد بعد ذلك بالفالج نحو أربع سنين، ثم غضب عليه المتوكل فصادره [١] هو وأهله وأخذ منهم ستة عشر ألف ألف درهم، وأخذ من والده مائة ألف وعشرين ألف دينار، وجوهرا بأربعين ألف دينار، وقيل: إنه صالحه على ضياعه وضياع أبيه بألف ألف دينار. ولأحمد بن أبي دواد عطايا جزيلة وشفاعة إلى الخلفاء مقبولة، وفيه يقول الشاعر:

لقد أنست مساوئ كلّ دهر ... محاسن أحمد بن أبي دواد

وما سافرت في الأقطار إلّا ... ومن جدواك راحلتي وزادي [٢]

وكان بينه وبين ابن الزّيّات شحناء ومهاجاة عظيمة. انتهى ما قاله ابن الأهدل.

وفيها أبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبيّ البغداديّ الفقيه أحد الأعلام.

تفقه [بالشّافعيّ] [٣] ، وسمع من ابن عيينة وغيره، وبرع في العلم، ولم يقلّد أحدا.

قال أحمد بن حنبل: أعرفه بالسّنّة منذ خمسين سنة. وهو عندي في صلاح سفيان الثوري. انتهى.

قال ابن الأهدل: صنف فجمع في تصنيفه بين الحديث والفقه،


[١] في الأصل: «فصادروه» وأثبت ما في المطبوع.
[٢] البيتان لأبي تمام، وهما في «ديوانه» (١/ ٣٧٤) وذكرهما ابن كثير في «البداية والنهاية» (١٠/ ٣٢٠) والعامري في «غربال الزمان» ص (٢٢٣) .
[٣] سقطت من الأصل، والمطبوع، واستدركتها من «العبر» للذهبي (١/ ٤٣١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>