للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قام المحبّ إلى المؤمّل قومة ... كاد الفؤاد من السّرور يطير [١]

وقال السخاويّ في «طبقات الأولياء» : أحمد بن أبي الحواري، كنيته أبو الحسن، وأبو الحواري، اسمه ميمون من أهل دمشق، صحب أبا سليمان الدّاراني، وسفيان بن عيينة، وأبا عبد الله النياحي، وغيرهم، وله أخ يقال له:

محمد، يجري مجراه في الزّهد والوّرع، وابنه عبد الله بن أحمد بن أبي الحواري من الزّهاد، وأبو أيضا كان من العارفين والورعين، فبيتهم بيت الوّرع والزّهد، ومن كلامه: من عمل بلا اتّباع سنة فعمله باطل.

وقال: إني لأقرأ القرآن فأنظر في آية آية، فيحار عقلي وأعجب من حفّاظ القرآن كيف يهنيهم النوم، ويسعهم أن يشتغلوا بتدبير الدّنيا وهم يتلون كلام الرّحمن، أما لو فهموا ما يتلون، وعرفوا حقه، وتلذذوا به، واستحلوا المناجاة به، لذهب عنهم النوم فرحا بما رزقوا ووفّقوا.

وقال الحافظ الذّهبيّ في «التهذيب» [٢] : قال محمد بن عوف الحمصي:

رأيت أحمد بن أبي الحواري صلى العتمة ثم قام يصلي، فاستفتح ب الْحَمْدُ ١: ٢ إلى إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ١: ٥ [الفاتحة: ٥- ١] فطفت الحائط كله ثم رجعت، فإذا هو لا يجاوز إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ١: ٥ ثم نمت ومررت به سحرا، وهو يقرأ [٣] : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ١: ٥ فلم يزل يردّدها إلى الصبح. انتهى ملخصا.

وفيها أبو عبد الله الحسين بن الحسن المروزيّ الحافظ، صاحب ابن المبارك بمكة، وقد سمع من هشيم والكبار.

وفيها أبو عمر الدّوري القارئ [٤] شيخ المقرئين في عصره، وله


[١] البيت في «غربال الزمان» ص (٢٣٠) .
[٢] (١/ ١٧) (مخطوط) وقفت عليه في مكتب الشركة المتحدة للتوزيع بدمشق.
[٣] في الأصل، والمطبوع: «وهو يقول» وما أثبته من مخطوطة «التذهيب» .
[٤] لفظة «القارئ» لم ترد في المطبوع، و «العبر» للذهبي مصدر المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>