للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخلع نفسه على شروط مؤكّدة في أول هذه السنة، ثم أنفذوه إلى واسط، فاعتقل تسعة أشهر، ثم أحضر إلى سامراء [فقتلوه بقادسية سامراء] [١] في آخر رمضان. قاله في «العبر» [٢] .

وقال ابن الأهدل: اتفق الصلح على خلع المستعين، فخلع نفسه على شروط لم تف، وشاور أصحابه في أي البلاد يسكن، فأشار عليه بعضهم بالبصرة، فقيل: إنها حارّة، فقال: أترونها أحرّ من فقد الخلافة، فأقام حينئذ، ثم استدعاه المعتز وقتله وهو ابن خمس وثلاثين سنة، وكانت مدته من يوم بويع إلى أن خلع ثلاث سنين وأشهرا، وبين خلعه وقتله تسعة أشهر، وفيه يقول حبيب [٣] الكاتب المعروف بالحاسة [٤] :

خلع الخليفة أحمد بن محمد ... وسيقتل التالي له أو يخلع

إيها بني العبّاس [٥] إن سبيلكم ... في قتل أعبدكم سبيل مهيع

رقّعتم دنياكم فتمزّقت ... بكم الحياة تمزّقا لا يرقع [٦]

وكان يقول في دعائه: اللهم إذ خلعتني من الخلافة فلا تخلعني من رحمتك ولا تحرمني جنتك. انتهى.

وكان سبب قتله على ما ذكره ابن الفرات، أن المعتز بالله حين همّ بقتله، كتب إلى محمد بن عبد الله بن طاهر، فوجه أحمد بن طولون التركي في جيش، فأخرج المستعين، فلما وافى به القاطول [٧] قتله عليه وحمل رأسه إلى المعتز، وكفن ابن طولون جثته ودفنه.


[١] ما بين حاصرتين زيادة من «العبر» للذهبي.
[٢] (٢/ ٩) .
[٣] في الأصل: «حسد» ، وفي المطبوع: «حينئذ» ، وأثبت ما في «غربال الزمان» ص (٢٣٤) .
[٤] في «غربال الزمان» : «المعروف بالجابية» .
[٥] في الأصل: «أيا بني العباس» وأثبت لفظ المطبوع، و «غربال الزمان» .
[٦] الخبر والأبيات في «غربال الزمان» ص (٢٣٤) .
[٧] نهر كان في موقع سامراء قبل أن تعمّر. انظر «معجم البلدان» (٤/ ٢٩٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>