للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرآن في الوعد والوعيد، فحمل إليه ووصف له حاله، فلما رآه عظّمه وأجلسه إلى جنبه، وناوله شرابا، فقال: ما خامر لحمي ولا دمي فاعفني منه، فأعفاه وقال له: أنشدني شعرا، فأنشده أبياتا [١] أبكاه بها، فأمر له بأربعة آلاف دينار، وردّه مكرما.

وإنما قيل [له] [٢] العسكري، لأنه [لما] [٢] سعي به إلى المتوكل، أحضره من المدينة- وهي مولده- وأقرّه بمدينة العسكر، وهي سرّ من رأى، سميت بالعسكر لأن المعتصم حين بناها انتقل إليها بعسكره، فسميت بذلك، وأقام بها صاحب الترجمة عشرين سنة، فنسب إليها.

وفيها محمد بن عبد الله بن المبارك المخرّميّ [٣] ، الحافظ أبو جعفر ببغداد. روى عن وكيع وطبقته. وعنه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وغيرهم، وكان من كبار الحفاظ الثقات المأمونين. لما قدم ابن المديني بغداد قال: وجدت أكيس القوم هذا الغلام المخرّمي.

وفيها أبو أحمد المرّار بن حمّوية الثقفيّ الهمذانيّ الفقيه. سمع أبا نعيم، وسعيد بن أبي مريم، وكان موصوفا بالحفظ وكثرة العلم [٤] .

وفيها العتبيّ [٥] صاحب «العتبيّة» [٦] في مذهب مالك، واسمه محمد


[١] انظرها في «غربال الزمان» ص (٢٣٥) .
[٢] زيادة من «غربال الزمان» .
[٣] في الأصل: «المخزومي» وهو خطأ، وأثبت ما في المطبوع، ووهم الأستاذ فؤاد سيد في ضبطها في «العبر» (٢/ ١٢) فضبط نسبته بفتح الميم وسكون الخاء وفتح الراء، نسبة إلى المسور بن مخرمة، وتبعه محقق «العبر» المنشور في دار الكتب العلمية ببيروت. والصواب أنه منسوب إلى المخرم، وهي محلة ببغداد. انظر «اللباب» لابن الأثير (٣/ ١٧٨) .
[٤] انظر ترجمته ومصادرها في «سير أعلام النبلاء» للذهبي (١٢/ ٣٠٨- ٣١١) .
[٥] نسبة إلى عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس أخي معاوية بن أبي سفيان. انظر «الأنساب» للسمعاني (٨/ ٣٧٩- ٣٨٠) ، و «اللباب» لابن الأثير (٢/ ٣٢٠) .
[٦] انظر «كشف الظنون» (٢/ ١١٢٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>