للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها توفي القدوة العارف أبو محمد سهل بن عبد الله التّستريّ الزّاهد في المحرم عن نحو من ثمانين سنة، وله مواعظ، وأحوال، وكرامات، وكان من أكبر مشايخ القوم.

ومن كلامه- وقد رأى أصحاب الحديث فقال-: اجهدوا أن لا تلقوا الله ومعكم المحابر.

وقيل له: إلى متى يكتب الرجل الحديث؟ قال: حتّى يموت ويصبّ باقي حبره في قبره.

وقال: من أراد الدّنيا والآخرة فليكتب الحديث، فإن فيه منفعة الدّنيا والآخرة.

وقال السّلميّ في «الطبقات» [١] : هو سهل بن عبد الله بن يونس بن عيسى بن عبد الله بن رفيع وكنيته أبو محمد، أحد أئمة القوم وعلمائهم، والمتكلمين في علوم الإخلاص والرياضات وعيوب الأفعال.

صحب خاله محمد بن سوّار، وشاهد ذا النّون المصريّ سنة خروجه إلى الحج. وأسند الحديث.

وأسند عنه قال: الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا [٢] ، وإذا انتبهوا ندموا، وإذا ندموا لم تنفعهم الندامة [٣] .

وقال: شكر العلم العمل، وشكر العمل زيادة العلم.

وقال: ما من قلب ولا نفس إلا والله مطّلع عليه في ساعات الليل والنهار، فأيّما [٤] قلب أو نفس رأى فيه حاجة إلى سواه سلّط عليه إبليس.


[١] ص (٢٠٦- ٢١١) .
[٢] قوله: «فإذا ماتوا انتبهوا» لم يرد في «طبقات الصوفية» المطبوع.
[٣] في «طبقات الصوفية» : «لم تنفعهم ندامتهم» .
[٤] في الأصل، والمطبوع: «فأي» وأثبت لفظ «طبقات الصوفية» ص (٢٠٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>