للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العبّاس الخصيبي [١] ، وزر غير مرّة بالعراق.

وفيها أبو علي محمد بن علي بن حسن بن مقلة [٢] الكاتب، صاحب الخط المنسوب، وقد وزر للخلفاء غير مرّة، ثم قطع يده ولسانه وسجن حتى هلك، وله ستون سنة. قاله في «العبر» [٣] .

وقال غيره: كان سبب موت ابن مقلة أنه أشار على الراضي بمسك ابن رائق، فبلغ ابن رائق، فحبس ابن مقلة، ثم أخرج وقطعت يده، فكان يشدّ القلم عليها ويكتب، ويتطلب الوزارة أيضا. ويقول: إن قطع يده لم يكن في حدّ ولم يعقه عن عمله، ثم بلغ ابن رائق دعاؤه عليه وعلى الراضي، فقطع لسانه وحبس إلى أن مات في أسوأ حال، ودفن مكانه، ثم نبشه أهله فدفنوه في مكان آخر، ثم نبش ودفن في موضع آخر، فمن الاتفاقات الغريبة أنه ولي الوزارة ثلاث مرّات لثلاث خلفاء، المقتدر، والقاهر، والراضي، وسافر ثلاث مرات، ودفن ثلاث مرات.

وقال ابن خلّكان [٤] : وأقام ابن مقلة في الحبس مدة طويلة، ثم لحقه ذرب [٥] ولم يكن له من يخدمه، فكان يستقي الماء لنفسه من البئر، فيجذب بيده اليسرى جذبة وبفمه جذبة، وله أشعار في شرح حاله وما انتهى أمره إليه [٦] ورثى يده [٧] فمن ذلك قوله:


[١] مترجم في «سير أعلام النبلاء» (١٥/ ٢٩٢- ٢٩٣) .
[٢] مترجم في «سير أعلام النبلاء» (١٥/ ٢٢٤- ٢٣٠) و «غربال الزمان» ص (٢٨٦) .
[٣] (٢/ ٢١٧) .
[٤] في «وفيات الأعيان» (٥/ ١١٦- ١١٧) وقد نقل المؤلف عنه بتصرف والأبيات الآتية فيه.
[٥] قال ابن منظور: الذّرب: المرض الذي لا يبرأ. انظر «لسان العرب» (ذرب) .
[٦] في الأصل: «إليه أمره» وأثبت ما في المطبوع وهو موافق لما جاء في «وفيات الأعيان» .
[٧] في «وفيات الأعيان» : «ورثاء يده» .

<<  <  ج: ص:  >  >>