للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجها، وأسخاهم يدا، وله في الجود مآثر يضيق عنها هذا المختصر.

وفيه أيضا [١] استشهد سلطان العلماء، وأعلم الأمة بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ورد أن العلماء تأتي تحت رايته يوم القيامة [٢] ، وقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: «إني أحبّك يا معاذ» [٣] ، وكان من فضلاء الصّحابة وفقهائهم، وهو الذي بنى مسجد الجند باليمن، وقيل: بني بعده، ومات عن ست، أو ثمان وثلاثين سنة [٤] .

وكان النبيّ صلى الله عليه وسلم قسم اليمن على خمسة رجال، خالد ابن سعيد بن العاص على صنعاء، والمهاجر بن أميّة على كندة [٥] ، وزياد بن


وسلم، كان أكبر الإخوة، وبه كان يكنى أبوه، وكان يكنى أبا العباس، وأبا عبد الله، ويقال:
كنيته أبو محمد، غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم مكة، وحنينا، وثبت معه يومئذ، وشهد حجّة الوداع، وحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، اختلف المؤرخون حول سنة وفاته ووقتها، ورجح الحافظ ابن حجر خبر وفاته في طاعون عمواس كما ذكر المؤلف رحمه الله. انظر «الإصابة» (٨/ ١٠٢) .
[١] أي في طاعون عمواس.
[٢] عند الطبراني في «المعجم الكبير» وأبي نعيم في «حلية الأولياء» عن محمد بن كعب مرسلا، وغيرهما، أن معاذ بن جبل يكون أمام العلماء يوم القيامة برتوة، وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في «تاريخه» ، وأورده ابن عساكر من طرق، عن محمد بن الخطاب، وهو حديث صحيح بطرقه.
والرتوة: رمية سهم، وقيل: درجة، وقيل: خطوة.
[٣] رواه أبو داود رقم (١٥٢٢) في الصلاة: باب في الاستغفار، والنسائي (٣/ ٥٣) في السهو:
باب الدعاء بعد الذكر، وإسناده صحيح، والحديث بتمامه، «يا معاذ، والله إني لأحبك» ، فقال: «أوصيك يا معاذ، لا تدعنّ في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك» .
[٤] وهذا ما عليه معظم الجمهور من العلماء.
[٥] قال ياقوت: كندة: بالكسر، مخلاف كندة باليمن اسم قبيلة: «معجم البلدان» (٤/ ٤٨٢) ، وقال الفيروزآبادي: وكندة بالكسر ويقال: كنديّ لقب ثور بن عفير أبو حي من اليمن، لأنه كند أباه النعمة ولحق بأخواله. «القاموس المحيط» (١/ ٣٤٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>